أفياء أمين الأسدي - للعيون أسرارها

.. إنّه ألمٌ في عينَيّ
‏قال الطبيب إنني اشاهد الكثير مِن أخبار البلاد،
‏تحترق عيناي بالمشاهد الموجعة،
يجرّحهما موت الأبرياء،
وربّما تعميهما قصّةٌ عن امرأة ما
يذكرون أنها ما زالت مخطوفة..
يقول : إنّهما تمسيان جمرتين
ثم تدمعان من فورهما فتصبحان رمادا،
وأنني قد احتاجهما لكتابة هذه السيرة،
‏خَطَّ شيئا على ورقة ،
-استطعتُ رؤية ذلك-
كَتبَ بخط صغير (بحجم عنق كوبرا) :
- الكثير من أفلام الاطمئنان السينمائية (24 ‏ساعة يوميا)
‏- تنهيداتٌ من الصبر طوال الليل (لإيقاف الدمع)
-أقراص منوّعة من الاغاني العراقية السبعينية (عند الحاجة)
-طلاء اظافر (ملوّن بشكل صحيح)
-قرطان من "البريسم" ..(لمواعيد المرايا)
-هاتف أرضي (لطرد الوحدة)
-وتلفاز عاطل
ثمّ أنّ الصيدليّ -بلغتينا المختلفتين -كان متفائلا جدا
حتى أنه أعطاني قلما وابتسامة
-اكتبي اسم العائلة ، اسمك الأوّل..
(وأشار إلى مستطيل ضبابي)
بإعياء كتبتُ ..
نظر إلى الورقة ، قال :
-(أنا عراقية) هو اسم العائلة؟
حسنا ، اكتبي اسمك الأول أيضا.
فعلتُ وانتهى الامر
-تشرّفنا سيدة (عاجل / أنا عراقية)
يبدو اسماً لائقا بألم في العينين
وحرقةٍ في القلب ايضا!
تريدين شيئا آخر؟
-نعم ، من فضلك ، أعطني منبّها،
أريد أنْ أشعر بكل شيء .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى