محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - النجمة التي طلقت استواء السماء

النجمة التي طلقت استواء السماء
وجلست
تُرتب زينتها
ككل النساء الشهيات
كانت على موعدٍ ساذج
قُرب شاطئ من رخام ، وبحر من انين اُنثى
ايقظتها النوافذ
المزدحمة بالوافد الوحيد
الواحد اللانهائي العدد
اطلقوا صراح الصباحات من الاحذية
دعوا الاشجار
ترتب ظلالها كما يليق باُنثى قادمة من عناق
اطلقوا صراح البحار ، من قبضة الاشعار المزيفة
ومن صعاليك
قالوا البحر ، انثوي البكاء
وقالوا البحر هدية الرب للآرائك الجانبية للحدائق
وقالوا البحر الوصول المحتشد في الاحتمالات
ولم يكن البحر
الا بحرا
اطلقوا صراح الشوارع ، لتمضي نحو شوارعها
لنكتب بالغبار
حزن العصافير ، والصبية الذين بيعت طفولتهم لحطابيّ البلاط
اتركونا في ناصية المشهد الكارثي للحياة
نُقلد انبياء الخطايا
لنغفر من جديد
لكل الذين استباحوا نوافذنا دون إذن التعري العفوي للحنين المسائي
ولكل الذين استطالوا لأعلى وأعلى
لكي ينزعن عن اجسادنا احتمال العناق
وكل الذين ابتعدوا رويداً
رويداً
ليمرنونا مثل كل الطفولات القديمة ، أن نجمع ما استطعنا من الرمل الضبابي
كي نُشيد
قطةُ تأكل ما يزيد عن المسافات
لنلتقي
في باهة خلف اللامكان
اطلقونا من السجن
من اصابع الجارة التي حين تُصافحنا وتنسى عطرها
تُصيبنا بالندى
من زحام الخطايا في دفتر الاعضاء الصغيرة للذنوب البريئة
من
خمار الكلمة
حين تتقي صمتها ، وتختفي مثل كل الحبيبات
من الخدوش البسيطة في كف اغنيات الصباح
من الاحلام التي تخرج عارية من فوهة النوم ، لتُصيبنا بالنعاس المخملي
من شوارع تُصدرنا للسفر مرغمين
من مشانق تُصدرنا للبطولات المنتفخة بزيوت الحنين
من مكائد تُحيكها ، عينا الحبيبة
وهي تُدندن جرحها بفم الصغار
اطلقونا
لنعرف كيف نُقبل بعضنا
دون فم
اطلقونا لنبكي قليلاً
اطلالُ احرف
استشهدت في عناق القلم للقلم الموازي
اطلقونا لندرك فينا حجم الكارثة
الخراب الشهي ، في الروح المحاصرة بالاتجاهات التي لا تُشير الى اي رب قريب
اطلقونا
لنبتكر التجارب
كيف نجمع عناصرنا من خبايا الملكوت
ونشكلنا من جديد
احرفُا من رذاذ
اننا لم نكن المغول في الحبيبة لكي تحترق هكذا
لم نكن نازيين ، كي نلغي عنها هويتها
اُنثى من نافذة
لم نكن انبياء كي نبشر بالخلاص النهائي
إننا ازدواج الالم
او نتاج احتكام الفوضى ، لزندقة الارتحال
أننا المنسيون
في ابط الحنين الحاد ، وفي متاهات الطُرق اللئيمة في استقبال الغُرباء
اتركونا نُهيئ ليلنا ، ونبكي وحدنا ، نعض الاظافر ، نحشوا فراغات الذاكرة ، نطوي الملاءة على النافذة الصاحية ، نربت على كتف وتر انكسر نبضه في ايادي المُغني
نُعيد الحكايات القديمة من تجاعيد الجدة الغائبة في اطلال الصبا
اتركونا نرفرف
فوق اسرارنا الداخلية ، ونفلت انفسنا عكس اتجاه الوصول
اتركونا للحظة
الى حين يُدرك فينا المؤرخ أن القُبلات قد تُعد حدثاً
يستحق أن يوضع
في الغلاف
وأن انسكاب قهوة في طاولة ، قد تُعد انقلابا داخليا ، او تقاطعا يُغير مجرى المواعدة
حيث اضطراب البداية
وحيث القدر يشحذ الذاكرة لتذبح عاشقة في ليالي التعري الوسيم
اتركونا
لنركن ارجلنا ، في ناصية السكون
نتوقف قليلاً ، في متحف الاعضاء الشهيدة ، لنعرف بأي اصبع قبل هذا
كنا نكتب شواهد جنائزنا
باي فم كنا نحتسي خمرنا ، وبأي ظل
كنا نمارس ازدواج العناق

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى