عبدالكريم هداد - مازالَ يتساقطُ على شكلِ بكاء...!

مازالَ يتساقطُ على شكلِ بكاء...!
لم يبقَ شيء
من ذلك الجدار
لأقفَ عندهُ...
وليس من شيءٍ يستحَق،
أنْ أمدحَ منْ هم بين قوسين "..... "
أقولها هنا بتهكمٍ كبير..!
ربما هو تشبيهٌ لغوي مجرد
لكني أستعيرهُ للضرورةِ
كما يخطر في مخيلتي الآن
دون أن يفقد بيانَ مصداقيتهِ على أقل تقدير
وأن لا تنتهي صلاحيتهُ المتكررة على مسمعِي
ربما هناك... من كان شبيهاً للا شيء
وليس من شيء غير ذلك...
ربما هي فلسفة، تنافسُ الشلل النصفي
حين يكونُ الأمرُ مجردَ إملاءٍ للفراغ
أو لعبةً للتسليةِ قبلَ النوم، ربما
وقد يكونَ محضَ لغوٍ
يسدُ وهنَ سنين المنفى البارد
كما الكلمات المحشوة في هوةِ عجزِ الإنتباه
عند رقصةٍ يأكلُها الصدأ على منصةِ الضوءِ الشاحب
لتحتفي بضجيج التصفيق
وهي تخلو من مذاق الحلوى
أو طعمِ ملحِ الهمالايا
لقد حجبوا أنفسهم بعناوين الكتب ذات الأغلفة اللمّاعة
وهم يجلسونَ كالطواويس
واضعين أرجلَهم فوق بعضها قبل الطيران
في الساحةِ المقابلَة لأشجارٍ مرشوشةً بالذبول
ريشُ ذيولِهم المُلَوَّن يؤكدُ إنهُمْ طواويس
وجيناتُ خياناتِهم تمارسُ أوبئتِها
في رذيلةِ محافلَ سريتِهمْ
حيثُ يحتدمُ نشازُهُم الواضح
حاملينَ يومياتِ ما سرقوا من دفترِ السردِ القبيح
أجزمُ أنني رأيتُ في عيونِهم
وطنٌ ممسوخ على طاولةِ وليمتِهم
متخمٌ في قيلولةِ الحروبِ الدسمَة بالجثث
وطنٌ غصَّ بمساميرَ رُقمِ حكاياتِهِ القديمَة
حتى لاح عفنُ لهاثُهم في ركامِ الخراب
الكل يركضُ في غزوةِ نهبٍ حلال
: إبتَعِدْ...!
إبتَعِدْ...!
إبتعدتُ...
وأنا أنتظرُ بعمرٍ أنيق...
مثل أغنيةٍ فوقَ شرفةٍ من خشب
تتأملُ أوجاعَنا المزمنة
وهي تئنُ فيها الريح
كما النايات الهاربةً من مخيلة غابة تحترق
يحفر ظلها مطرعراقي
مازال يتساقط على شكل بكاء...
القصيدة مليئة بي
وليس لي من شيء
أختبيء بهِ
لا أشبهُ أحداً
ولا أشبهُ نفسي..!

عبدالكريم هداد
السويد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى