ياسر الباشا علي عبده - إن أباك اعتزل

وتظل كلوزة قطن
رغم أن السحاب تقاطر قطع الليل
ويظل فؤادك سوقا
يبيعون فيه الجواري
ولا يمنحونك واحدة
ولا يسمعونك
أو يلمحونك
حين تئن

وتطوف بشعرك حول عكاظ فلا يمنحونك حق اللجوء
وإذا منحوك وشى بعضهم لجرير
فيدنس جعثن بنت أبيك
وأنت تغني لبيت المليك
ويجيئك عبقر بين الرمال
ويطلب منك الحكمة
ثم تطأطأ رأسك دون مقابل
واليد تلك التي لا تعود جيبك
تخرج بيضاء للناظرين

صدقيني فلا ذنب لي
بعد أن نزعوا مني بوصلتي
وتكسر ريشي هنا وهناك وبينهما
كل ما كان أني اختلفت مع الحسن البصري
وقوم الحسن
فاتهمت أنا
أنا
بالكبيرة دون جدل
رغم أني فتشت كل القواميس عنها ولم ألقها

سيقولون
واصل عنا اعتزل
قولي نعم
واصل ألثغ في زمن الفصحاء
قولي نعم
واصل يرفض أن يتصافح معنا
قولي لهم وأنا
ثم أوصي عطاء أن يضم حذيفة ذات مساء
إلى صدره
قائلا
نم واطمئن
نم واطمئن
إن أباك اعتزل
إن أباك اعتزل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى