سميرة بن عيسى - نسْوةُ القرية

لا شكَّ أنّ الحبّ سالَ هُلاما
ونما على كتِفِ السّماء غَماما
وامتدَّ نهرا فوق عشْبِ سريرتي
إنْ لامسَ الإحساسَ صار خُزامى
كم يشبه الأطيار إذْ تلِجُ المدى
والرّيح تنثرُ ضِحْكَها أحْلَاما
مذْ أعلن النعناع ثورة عطْرِهِ
اختلَّ نبض الأرض منه غَراما
في ذروة الملكوت صار حديقة
تَأْوي غزالاتِ الضياء سَلاما
لمّا تملَّكني الفضاء رأيتني
شمسا تُطيِّرُ في المدارِ حَمَاما
ورأيتُ تَنُّوبَ الأنوثةِ ينْثني
للرّيح حين تشذَّرتْ أنْسَاما
في الحبّ تُسْجَرُ أبْحرٌ فتمدني
موجا تَكَسّرَ زُرْقةً فَتَنامى
لمّا تماهتْ والسّماءَ جفونه
ملَأتْ جِرارَ العاشقاتِ كلاما
الآن أغدو ذاتَ كلّ صبيّة
خُلِقتْ على ضلْعِ اليبابِ رِهاما
يُكْسَرْنَ لو حَثَّ الغناءُ كمنجةً
حَدْوًا.. (كأنْجشةٍ) يحُثُّ مَقَاما
فوق الأهلّة نسوة من قريتي
ينحتْنَ من صبرِ الحنينِ رُخاما
أجسادهنَّ كواكب دريّة
تخبو لتومض للعيونِ لِمَاما
خلف الشّبابيكِ الكئيبة كم ذوَتْ
وقلوبهنَّ على الجِمارِ ضِرَاما
مازلنَ في ركض الظّباء حكاية
تُنْسَى.. لتَذْكرَ في النُّدوبِ سِهاما

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى