أمل الكردفاني- خسائري في البورصة تعدت ملايين الدولارات

أمل


البارحة، تفاجأت بتطبيق لشركة تداول الاسهم في البورصة. وبما أن الشركة تحاول تشجيع الجهلاء أمثالي ممن لا يعرفون حتى شكل الدولار، فإن الشركة وفرت تجربة مجانية لعملية تداول الأسهم في البورصة، حيث يسمح لك التطبيق بعمليات تداول غير حقيقية أثناء ارتفاع وانخفاض الأسهم في سوق المال الحقيقي، ويبين لك أنك خسرت أو كسبت. وبما أنني اعتبر نفسي عبقرياً فقد قررت التجربة في هذا التطبيق، وبدأت ممارسة البيع والشراء بحسب ارتفاع وانخافض سعر السهم، سهم للبترول وآخر للبتكوين وثالث لمجموعة عملات ورابع للذهب وخامس للفضة.. ألخ.
ما أن أرى السهم وقد انخفض سعره أقوم بشرائه متوقعاً ارتفاعه حتى نقطة الإغلاق، وفجأة يزداد السهم هبوطاً فأخسر آلاف الدولارات الوهمية. أقوم بالبيع عند الارتفاع متوقعا انخفاض السهم، وفجأة يرتفع مثل الصاروخ فأخسر آلاف الدولارات، وبعد تجربة استمرت لساعتين تبين لي أن التداول في البورصة (حرام شرعا).
نعم فالخسائر المليونية التي لحقت بي أكدت لي أن البيع والشراء في البورصة وفقا للصورة الكاملة هي من عقود الغرر، وعقود الغرر محرمة شرعاً.
في الواقع تبين لي أن عالم النقود هذا عالم لا علاقة لي به أبداً، فنحن نعرف قيمة النقود من خلال أسهم كمشة الفول، وسعر رغيف الخبز، وكيلو اللحمة،..الخ. أما البورصة فشعر ما عندنا ليهو رقبة كما يقول المثل.
علاقتي الوحيدة بالبورصة بدأت باطلاعي على قوانينها قبل خمسة عشر عاماً، وكذلك عبر قوانين شركات توظيف الأموال (وهي شركات تخلق محافظ مالية للاستثمار في سوق الاسهم) وليس الفهم السائد عن شركات النصب والاحتيال. هذه المحافظ تساعد المستثمرين الصغار، ويضبط القانون طريقة استثماراتها. كما ان القانون ينظم نشاط السمسرة والسماسرة في سوق الاسهم، لم أجد هذا القانون في السودان ولكنني قرأت القوانين السعودية المتعلقة بالبورصة وهي قوانين دقيقة جداً وصارمة.
سمعت في السودان بوجود بورصة ولا اعرف ماذا تفعل ولا اين هي، ولكن هناك بورصة للمحاصيل اعتقد في الأبيض، وأيضاً لا اعرف إن كانت تستخدم مصطلح بورصة كما هو بالنسبة لبورصة نازداك وطوكيو أم أنها تعني شيئاً اقرب للمزاد.
وفي الأزمة العالمية عام ٢٠٠٨ على ما اتذكر، مات العديد من المضاربين في البورصة من الصدمة نتيجة الخسائر الفادحة التي لحقت بهم. ولم اكن افهم-حينها- ماذا يعني ذلك إلى أن جربت اللعبة على ذلك التطبيق. وتخيلت أن ترى اموالك وهي تصبح ليس صفراً فقط، بل تصبح هباء منثوراً.
عالم المال هذا عالم يحتاج لأشخاص فولاذيي الاعصاب، ولديهم تاريخ طويل في الحياة داخل الخطر.
إننا كبروليتاريا يجب أن نحمد الله على حياتنا السلمية هذي. لا طالبين ولا مطلوبين. لا ظالمين ولا مظلومين. فلا شيء يستحق المجازفة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى