رَحْمَة السيد عبد القادر - فِي صَبَاحٍ ممْزُوجٍ بِنَكْهَةِ عَيْنَيكَ

فِي صَبَاحٍ ممْزُوجٍ بِنَكْهَةِ عَيْنَيكَ أَرْتَشِفُ
ابْتِسَامَتَكَ وَأكْتَنِزُ أفْكَارِي لِبَعْدِ الظَّهِيرَةِ
أغَالِطُ الضَّوْءَ
تَحْضُرُنِي لَهْفَتِي حِينَ غَفْلَةٍ مِنْ تَعَارِيجِ الأزْمِنَةِ
وَعِنْدَ الْمَساءِ يُقِيمُنِي اللَّيْلُ حَنِينَاً كَامِلَ النُّضْجِ
فَيَسْتَوِي الشَّوْقُ فِي مِحْرَابهِ.
..................
..................
هَكَذَا يَبْدَأنِي يَوْمِي وَيَنْتَهِي بِكَ
بَكَ عَلى صَوْتِ الْحَبِيبةِ تَرْتَجِفُ الثِّمَارِ
وَبِكَ أشَاكِسُ دَغْدَغَةَ النَّاي وَ لا تَمَلَّهَا أنَامِلي
أَرْسُمُ الْمَزَاميرَ كَشَهْوَةِ الْمَقَامِ الشَّفِيفِ
تُعَانِقُني الْمَسَافاتُ فِي نَشْوَةِ الْحُضُورِ
وَأنْتَ تُطْرِقُ شُرْفَاتِ الْمَسَامِ
..................
..................
هَمْسُكَ
تَفَاصِيلُ رَعْشَتِي الَّتي أسْرَّتْ عَنِ الْمَواقِيتِ/ عَنْ عِشْقِهَا الأَزَلِيِّ/ عَنْ شَغَفِ الضَّوْءِ
كُنْتَ مُغْتَسِلاً بِالرُوحِ
بِالْبَوْحِ الصَّابِئِ كَقَلْبٍ يَلُوذُ بِسِرِّ وُجُودِه لِيَخْتَبِئَ بَيْنَ ابْتِسَامَةٍ وَغِيَابٍ جَارِحٍ.
..................
..................
الشَّوْقُ حَدِيقَةٌ تَكْتَنِزُ بِالْمَفَاتِنِ
يرَاوِدُها عَنْ تَوْبَتهِ
يَسْتَرِقُ
لِلصَّبَابَةِ.
..................
..................
أشْعِلُ الْبِحَارَ وَأُبَارِكُ اللَّيْلَ
الليْلُ اِرْتِعَاشٌ صَامِتٌ
وَالْمَاءُ شَهْوَتُه النَّاضِجَةَ.
..................
..................
كَأنَّكَ
نَسِيجٌ مِنْ هُدًوءٍ يَسْكُبُ أنْفَاسَكَ عَلى كَفَّي ثُمَّ يَمْضِي
كَنَافِلَةٍ تُضِيءُ الْمَاءَ بِالْمُوسِيقَى
عَلى جَسَدٍ فَصِيحٍ تُطْعِمُني سُمْرَتُك نَكْهَةَ الْهَذَيَانِ
وَأغْتَسِلُ بِعَبيرِ الْغِوَايَةِ.
..................
..................
فِي قَلْبِي
يَنْتَظِرُ الْحَنِينُ عَامَهُ الثَّانِي
يُحَاوِرُنِي بِثِمَارِ لَهْفَتهِ، يُرْبِكُ قِمْصَانَ شَرَافَتِي
يَرْسُمُ تَشَهِيهِ علَى جَمْرَةِ الْجُنُونِ
يُلَوِّنُ ضَحْكَةً بِعُمْقِ الطَّمْأَنِينَةِ
وَبِإيحَاءٍ قَاتِلٍ يَفُكُّ شَفْرَةَ الْعِشْقِ
وَيَنْتَظِرُ.
..................
..................
لَهُ
أُرَتِّبُ الأشْيَاءَ كَأحْلامٍ صَغِيرَةٍ
أَضَعُ أَنَامِلي عَلَى يَقَظَةِ عِطْرِهِ وَألْهُو
لَهُ
أَسِرَةُ الْغِيَابِ يَتَلَبَّسُها الشُّوْقُ بِرَغْبَةٍ تَامَّةٍ
وَيُلْهِمُهَا الْحَنِينُ
ثُمَّ يقول لي:
أيَّتُهَا الصَّارِخَةُ بِنَكْهَتِهَا
كَمَا الْعِشْقُ
بِأنَاشِيدِه الطَّازَجَةِ فِي رَحِيقِه الْمُشْتَعِلُ بِكِ
كَاشْتِهَاء الْمَاءِ لِجَسَدٍ مَلْسٌوعِ بالْغِيَابِ
عَلى فِطْرَةِ الْعِشْقِ أُذوِّبُ ضَحْكَتَكِ.
..................
..................
ثُمَّ
نَمْضِي.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى