أ. د. عادل الأسطة - شيء ما يسر العامل، شيء ما ....إلخ ...إلخ

أمس أرسل إلي الصديق Riyad Awad شريط فيديو مدته تسع عشرة ثانية يعرض لعمال غزيين ، في حافلة ، عائدين من عملهم من الأرض المحتلة في العام ١٩٤٨ ، والفرح باد على ملامحهم ، فقد كانوا يحملون بأيديهم الشواكل الإسرائيلية من فئة المائتي شيكل ويعدونها كما لو أنهم في حلم .
قيمة المبلغ الذي عادوا به مقابل عمل أسبوع تعادل ال 750 دولار أمريكي - أي ما يوازي قيمة ما كان العامل يحصله في سبعة أشهر ونصف من المنحة القطرية ، إن كان يحصل عليها .
من المؤكد أنني لا أستطيع أن أصادر فرحة هؤلاء العمال وأنا جالس في بيتي أتقاضى راتب تقاعد ٨٦٠ دينارا أردنيا في الشهر - أي ما يساوي ١٢٠٠ دولار . لا أنا ولا أي فلسطيني يستطيع أن يزاود على هؤلاء العمال الذين ذاقوا منذ حصار غزة في ٢٠٠٦ الأمرين .
المشهد عموما أعادني إلى سنوات احتلال الضفة الغربية بما فيها طبعا القدس وقطاع غزة في العام ١٩٦٧ . في تلك السنوات اختلفت أحوال العمال الفلسطينيين ممن عملوا في المصانع الإسرائيلية اختلافا كليا ، فقد انتعشت أوضاعهم الاقتصادية مقارنة بما كانت عليه في زمن الحكمين الأردني والمصري . في تلك الأيام صار الناس يفضلون حكم شالوم على حكم " اقلب / اجلب " ويقولون " ستين شالوم ولا اقلب / اجلب " ، و " اقلب / اجلب " إشارة إلى النظام الأردني المعتمد في حكمه على رجال البادية .
صوت مخالف لهذا الصوت قرأته في قصص المرحوم خليل السواحري " مقهى الباشورة " ورد على لسان الأستاذ سعيد يرد فيه على مادحي المرحلة وتحسن الأحوال الاقتصادية في زمن الاحتلال . يقول الأستاذ سعيد " الاحتلال مثل الفجل ، أوله منافع وآخره مدافع " ومر وقت ذهبت فيه المنافع وبدأ الضراط والاستيطان والضم وما شابه .
لا أريد أن أقرأ المستقبل ، ولكني أتساءل عن العبارة التي سيقولها هؤلاء العمال مقارنين بين حكم حماس وأحوالهم تحته وبين أحوالهم عمالا في المصانع الإسرائيلية .
حالتنا لا تسر صديقا ولا تغيظ عدوا . حالتنا حقا سريالية . ثمة نقود تسر العامل وثمة... إلخ ... إلخ . ثمة آثار دمار في قطاع غزة يغيظ سكانها ممن فقدوا بيوتهم وممن لم يحصلوا على تصريح عمل و ...
صباح الخير
خربشات
١٧ تشرين الأول ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى