ريحانة بشير - من القصيدة يبدأ الأسى.. شعر

تملؤني بمخاوف وأملأها بغرابة طافحة بالمكر.
تقول الحقيقة باتساع باب غرفتي
أستمع إليها بلباقة وخشوع
شدوها ليس الحزن ولاالحب ولا أسماء لأنهر في الجنة
لا باب يفضي إليهم ،لاباب سواها.
لا شيء يدعو للعطش
جمل تترنح في يد ساقية
تخرج من باب الكلمات كتفاصيل صغيرة
وعلى وجهها حقائق كبيرة
ترسم تلاوين لماوراء الحبر علّه يغريها.
يتعب من يغسل وجه البحر ،
يقول للموج :لاتنم حتى توقظ الغصين المنغرز في القلب
وأنا أكتب لأوقظ غرائزك أيتها القصيدة
تشبهين دفئي
تشبهين تعبي
تشبهين المدار
تشبهين أبي ينتظر رشة ماء على خدّ الصخر.
فتتعرّقين باردة
حارّة تلتهمين جسدي
وكأني بك العالم الجاحد ينبئني بأنك لاعبة نرد
وأن رأسك ممتلئة بكلام لاينحني لخطوي المارد.
بكثافة الخفقان تتكررين في دمي
مسافرة أخيرة على عجل
بيدك تطوين المسافات
وتختفين في الزمن.
لنعش وحدنا الحب
لنعش تهجئة اسمه
لاتقطعي المكالمة
سأعيد الاتصال
الرقم مشغول
لن أقربك
حتى تشبهينني..
نلعب ببعضنا
تغرزين أظافرك في القطن
يسيل دمي.
يبكي مائي
تعاقبين العشب.
فأين أختفي من مكرك؟
معطفي الجميل فرو ذئب.
أجمل من تغريدة ولهك بهذا الخراب
متمنّعة
تتساءلين عمن سكب الحبر على الرقعة
وكيف اندلق العري ،
لازال قلبك مرآة العابرين
لازال النهر يكره انحداراتك صوب البحر
ولازلت في المدار،
أسألك عن الميعاد
ترتجف يداك حول عنقي
منك يبدأ الأسى
أحدّق مليا في اللاّ هدف تغتالينني
هل أدين لأحد بالكلمات؟
أعرف وجهك كيف يضيء في النشاز

ريحانة بشير / المغرب




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى