أ. د. عادل الأسطة - نابلس... كما لو أنه كرنفال في مدينة أوروبية

كان احتفال مدينة نابلس ومحيطها أمس بذكرى المولد النبوي احتفالا لافتا ، ويبدو أن الفلسطينيين يبحثون عن فرح ما .
وأنا أسير في وسط المدينة لاحظت الاكتظاظ البشري العجيب ولم يختلف الأمر حين دلفت إلى شوارع البلدة القديمة .
في شارع النصر بدا الاحتفال كرنفاليا حقا ، فالإنشاد والأهازيج والأغاني والاكتظاظ بلغ مبلغا لم يصل إليه من قبل ، ما ذكرني بكرنفالات شاهدتها في مدن أوروبية صغيرة .
الناس في الشوارع يوزعون الحلوى ويبثون الأغاني والأهازيج و " يا حبيبي يا رسول الله " وفي ساعات المساء كانت الشوارع تضيق ذرعا بالسيارات .
هل شهدت الضفة الغربية والقدس من قبل احتفالا مثل هذا ؟ وهل صوره الأدباء في نصوصهم ؟
النص الأكثر حضورا في ذهني هو قصة أكرم هنية " عندما أضيء ليل القدس " الذي كتبه في العام ١٩٨٦ ، وفي الأعوام الأخيرة كتبت القاصة والروائية المقدسية نزهة الرملاوي " كرنفال المدينة " .
هل كنا أمس نعيش في القاهرة عاصمة المعز لدين الله الفاطمي ؟ ففي زمن حكم الفاطميين للقاهرة انتشرت الاحتفالات وكثرت كثرة لافتة تميز بها ذلك العهد .
وأنا أتمشى وجدتني أفضل مغادرة الشوارع والذهاب إلى شقتي تلافيا للست كورونا ، وفي الشارع الذي تقع فيه ، وهو شارع الرازي ، كانت السيارات تركن كما لم تركن من قبل إلا إذا كانت هناك مناسبة معقودة في ديوان أبو زنط وكانت مناسبة لافتة . سيارات سيارات سيارات كما لو أن المدينة تحولت إلى كراج سيارات حقا !!
أمس تساءلت عن سر الحب الذي يكنه أهل المدينة لهذه المناسبة ، وفي مناسبات سابقة كنت تساءلت :
- كيف لو مر الرسول عليه السلام بهذه المدينة ؟!
وأنا احاور أبو الوليد متسائلا عن فرح أهل نابلس بهذه المناسبة لم أتوقع إجابته ، فقد قال لي :
- ولكنك لو كنت في المسجد في صلاة الظهر فلن تجد سوى عشرين ثلاثين أربعين شخصا . انهم يتظاهرون .
كان فرح أهل نابلس أمس بالمناسبة تعبيرا عن توق الناس إلى فرح ما .
صباح الخير
خربشات
٢٠ تشرين الاول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى