أدب السجون المستشار بهاء المري - السُجون في قضاء رسول الله ﷺ وخُلفائه

رُوىَ أنَّ النبي ﷺ بَعَثَ خَيلاً قِبل نَجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يُقال له: ثُمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد(1).
وذكر ابن إسحاق(2) خَبر بني قُريظة حين نزلوا على حكم رسول الله؛ فحبسهم بالمدينة في دار بنت الحَرث، امرأة من الأنصار، ثم خرج إلى سوق المدينة، فخندق بها خنادق، ثم بَعث إليهم فَضَربَ أعناقهم في تلك الخنادق(3).
وقال الماوردي في الأحكام السلطانية، الحبس الشرعي ليس هو السجن في مكان ضيق، وإنما هو تعويق الشخص ومنعه من التصرف بنفسه، سواء كان في بَيت أو في مسجد، أو كان يتولى نفس الخَصم أو وكيله عليه مُلازمته له، ولهذا سَمَّاه النبي ﷺ أسيرًا(4).
ورَوى أبو داود قال: أتيتُ النبي ﷺ بغريم لي فقال: الزمه، ثم قال لي: يا أخا بني تَميم، ما تريد أن تفعل بأسيرك؟
وفي زمن عمر وعثمان كان الحبس في المسجد، أو في الدهاليز حيث أمكن، فلما كان زمن عليَّ أحدث السجن، وكان أول من أحدثه في الإسلام، وسَمَّاه "نافعًا" ولم يكن حَصينًا، فانفلتَ الناس منه، فبنى آخر وسَمَّاه "مُخيَّسًا".
فالسجن بمعنى حبس الغريم غريمه، كان موجودا، وأمَّا اتخاذ محل مُعين لذلك خصيصًا فلم يكن إلا في زمن عُمر رضي الله عنه حيث كن يحبس في الآبار، حتى اشترى دارًا من صفوان بن أمية دار السجن(5).
فقد استحدث عمر بن الخطاب نظام السُجون لأول مرة في الإسلام حيث لم يكن مَعروفًا من قبل، إذ كان يُكتفي بمنع المتهم من الاختلاط بغيره، وذلك بتحديد إقامته في منزل أو مسجد على أن يلازمه من يُعيَّن لحراسته منعًا للهروب(6).



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الهوامش:
(1) البخاري كتاب الصلاة 118/1.
(2) محمد بن إسحاق بن يسار المدني ولد ابن إسحاق في المدينة المنورة سنة 80 هـ من وقدماء مؤرخي العرب، ومن أبرز علماء وحفاظ الحديث من أهل المدينة. له (السيرة النبوية) هذبها عبد الملك بن هشام.
(3) سيرة ابن هشام جزء 2 صـ 240.
(4) نظام الحكومة النبوي للكتاني الجزء الأول دار الأرقم بيروت صـ 246.
(5) نظام الحكومة النبوية: المرجع السابق صـ 247.
(6) تاريخ القضاء للدكتور حسن إبراهيم جزء 1 صـ 487.








[HEADING=2] Zum Anzeigen anmelden oder registrieren [/HEADING]
Sieh dir auf Facebook Beiträge, Fotos und vieles mehr an.
www.facebook.com
www.facebook.com

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى