أ. د. عادل الأسطة - استقبال الغزاة والمحتلين بالزغاريد

يتذكر جيلنا ممن كان يقيم في الضفة الغربية كيف استقبل أهالي بعض المدن الفلسطينية قوات الجيش الإسرائيلي في الثامن أو التاسع من حزيران ١٩٦٧ .
ظن الناس أن القوات الإسرائيلية هي قوات عربية جزائرية جاءت لتحرر فلسطين المحتلة في العام ١٩٤٨ من اليهود ، ولتعيد اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم التي طردوا منها في العام ١٩٤٨ ، فأخذت النسوة تزغرد وتردد :
- الله معكو الله ينصركو ..
وكان أن استجاب الله للمرة الأولى للفلسطينيين فكان مع الجيش القادم ونصره .
في نهاية العام ١٩١٧ وبداية العام ١٩١٨ تقريبا جاء الجيش البريطاني وانهزم الجيش التركي والألماني ، ودخل الإنجليز إلى القدس فالناصرة وعموم فلسطين ، فهتف له أنصار العروبة وغنوا له وكتبوا فيه الشعر ، ومن الشعراء اسكندر الخوري البيتجالي :
بني التايمز قد فزتم
وبالإنقاذ قد جئتم
فأهلا فيكم أهلا .
في رواية نجيب نصار " أسامة العدناني " وصف للحظة هزيمة الأتراك والألمان ودخول الإنجليز إلى مدينة الناصرة :
" لقد جلا الألمان والأتراك عن الناصرة ولم يبق فيها أحد ، ثم ما لبث الجنود الإنجليزية والهندية والخيالة والمشاة أن صارت تتدفق على المدينة . وكان النساء العرب من جميع الطوائف يستقبلونها بالزغاريد ، وكان مع الجنود المحتلة فصائل من جنود المصريين العملة ، فكان هؤلاء يجيبون على زغاريد العربيات بقولهم :
- دخل الخازوق دخل الخازوق .
ودل هذا القول البسيط على أنهم ( أي المصريون . ع. ا ) مجربون " .
كان أبي - رحمه الله - يردد الرأي الآتي عن سكان مدينة فلسطينية :
- القادم له رقصة والخارج له بعصة .
ولم يكن يدري أن الرقصة للقادم كانت دلالة واضحة على جهل الراقصين وضحالة ثقافتهم ، لا لتقلبهم أو لنفاقهم .
تصبحون على خير
خربشات
٣٠ تشرين الأول ٢٠٢١ .
0 commentaires

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى