أ. د. عادل الأسطة - في النقد الذاتي

هل يجرؤ أي فصيل فلسطيني أن يقدم لنا إحصائية عن عدد الملتحقين به الذين انفلشوا بعد أقل من شهر من الانتماء إلى الفصيل ؟ وهل يمكن أن يوضح لنا أسباب انفلاشهم خلال هذه الفترة السريعة ؟
سبب إثارة السؤال هو ما قرأته في كتاب ربعي المدهون " طعم الفراق " (٢٠٠١ ) عن تجربته في الجبهة الديمقراطية وسخريته منها - أي من تجربته ؟
كثيرون انتموا إلى جبهات فلسطينية ولم يواصلوا العمل معها ، ولكنهم حين ينسون أنفسهم يتحدثون عن تجربتهم حديث المناضلين الذين كانوا صلبين وأنهم كانوا ذوي دور كبير في فصيلهم ، علما بأنهم سرعان ما خرجوا من الشباك مباشرة بعد دخولهم من الباب .
لا أعرف إن كانت قيادات الجبهة الديمقراطية قرأت كتاب " طعم الفراق " وأبدت رأيها فيما كتبه المؤلف عنها وعن تجربته فيها .
لست شخصيا مؤهلا للخوض في هذا الموضوع ، وأعتقد أن ما كتبه ربعي يستحق أن تبدي قيادات الجبهة الديمقراطية رأيها فيه .
أود أن أشير إلى أن ربعي لم ينفلش بعد شهر فهو يذكر أنه عمل في بيروت في مجلة الجبهة " الحرية " لفترة كتب فيها المقالات ، وكان قبلها عمل في مكاتبها في دمشق .
الكتاب الذي أنجز في العام ٢٠٠١ تبدو فيه نزعة السخرية من الذات في مواطن كثيرة ، بخاصة حين يكتب مؤلفه عن الجانب السابق وعن مساهمته في الحرب الفلسطينية - الأردنية في أيلول ١٩٧٠ ، إذ يكتب ساخرا كيف حمل السلاح وهو لا يجيد حمله واستخدامه .
" تسأله عن سر علاقته بالتنظيم ،
فيجيب :
- مثل امرأة دانمركية فض بكارتها
دون تعارف " .
ولكن كثيرين من رفاق الجبهة الديمقراطية ممن لم يعد لهم الآن علاقة بها أفنوا ربيع شبابهم فيها وهم الآن يعيشون في الظل على الهامش . وقسم من هؤلاء ممن كانوا يقيمون في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل ١٩٩٣ أنفقوا زهرات شبابهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي .
أحيانا يراودني السؤال الآتي :
- كم نسبة المنفلشين إلى الباقين حتى اليوم في الفصيل ؟!
وأحيانا أقول :
- كانت كثير من الفصائل تبالغ في أعداد المنتمين إليها ، فتضاعف العدد أضعافا مضاعفة ، وربما كان مرد ذلك إلى إقناع المنتمين إليها بقوتها وقدرتها ، وكانت المبالغات غالبا ما تكتشف وتتحول إلى أمر يدعو إلى التندر ويجلب السخرية حتى شاعت نكتة عن حجم فصيل بأنك تستطيع أن تحمل عدد أفراده في سيارة فولكس فاجن من نوع كابينا .
مؤخرا كتب الدكتور Abdel Majeed Sweilem مقالا في جريدة الأيام الفلسطينية عن اليسار الفلسطيني الآن يقول فيه إن هذا اليسار يربح بالمفرق ويخسر بالجملة ، وأنا قلت له إنني الآن أفضل استخدام جملة " بقايا اليسار " .
صباح الخير
خربشات
٢٤ تشرين الأول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى