محمد فايز حجازي - نادي الشطرنج.. قصة

(1)
لم يكن نادي الشطرنج كما اعتاد رواده منذ عشرات السنين أن يطلقوا عليه، ناديًا بالمعنى المُتعارف عليه، له نظام مُحدد أوعضوية تُجدد، بل ولم يعد للعبة الشطرنج بين جدرانه وجود من الأساس، بل كان نادي الشطرنج، اسمًا يُطلق على سطح ذلك المبنى الفسيح والعتيق، في قلب ميدان السيدة زينب.
مبنى النادي أيضًا لم يكن مبنًى تقليديًّا؛ فهو مكون من طابق واحد أرضي، يعلو سطحه مباشرًة نادي الشطرنج، وعلى بساطة المبنى الشديدة، وعلى رغم أن ميدان السيدة يعج بالمحلات والعمارات المُرتفعة، بل والمباني والأسبلة والمساجد التاريخية أيضًا، إلا أن مَنْ يمر في المكان ومنذ الوهلة الأولى، لابد له أن يتوقف عند مبنى النادي ويطيل النظر إليه، تمامًا كما يستطيع القزم أن يخطف الأنظار وسط عماليق الرجال.
يتكون الطابق الأرضي للمبنى من محلين، أحدهما لتصليح الأحذية، والآخر لبيع العصائر والسجائر وحلوى الأطفال، بينهما سلم ضيق وطويل، درجه كثير، يقود من يصعده مباشرةً إلى نادي الشطرنج، المكشوف كله إلى السماء، إلا من بعض أجزائه المُغطاة بمظلات جلدية، مُشدودة على قوائم خشبية، مُتناثرة هنا وهناك بلا انتظام، وغرفة صغيرة يراها الصاعد، قبالته تمامًا وعلى امتداد بصره في آخر النادي، وقد خصصت تلك الغرفة لتجهيز المشروبات والشيشة، لرواد النادي.
والسبب في إطلاق اسم نادي الشطرنج، على سطح ذلك المبنى الواسع، وكما يتوقع كل من يسمع اسمه ويزوره، ويرى اللافتة القديمة والمُهملة أعلى سلمه، هو أنه ما بدأ في زمان قديم إلا لممارسة لعبة الشطرنج، تلك الهواية التي فُتن بها كثيرٌ من الرجال آنذاك، وحتى بعد أن أُهمل المكان، وملّ مَنْ تبعهم من الشباب، من أعباء التفكير والتركيز في اللعبة، ولجأوا إلى البلياردو والبينج بونج، ظل المكان على اسمه القديم، على رغم أنه لم يعد يحتوي على قطعة طابية صامدة، أو حصان مُنتصر أو حتى بيدق يعتز بتقدمه، اللهم إلا بعضًا من آثارهم الخشبية المهزومة والمكسورة، تراها مُتناثرة في غرفة النادي، مما يستعان بها أحيانًا في ضبط فحم الشيشة المشتعل.
وإلى عهد ليس ببعيد، كان هناك بعضٌ من أولئك الكبار الذين حافظوا على ممارسة اللعبة، التي التهمت جُلَّ أعمارهم، واستهلكت كثيرًا من قدراتهم، إلا أنهم قد غادروا النادي أو الحياة كلها واحدًا تلو الآخر.
كان للواحد منهم (شنة ورنة)، وكانت لهم أماكنهم المُميزة التي لا يجرؤ أحد من الزبائن الجدد أو (عيال اليومين دول)، على الجلوس عليها أو حتى الاقتراب منها، ليس خوفًا منهم ولكن حبًّا وهيبة، فهيبة المكان من هيبة صاحبه، وهم على ندرتهم آنذاك -فلم يكن عددهم يتجاوز الخمسة أشخاص بحال- إلا أن وجود واحد منهم فقط، كان كافيًا لإضفاء جو فريد في المكان، جو أنس أصيل يستشعره الجميع، من يعرفهم ومن لا يعرفهم، كالجو الذي يستشعره أحدنا عندما يُفاجأ بزيارة جد له، يوم جمعة بعد الصلاة، أو عم أو خال ممن تعز زياراتهم، لا تطيب الأوقات إلّا في حضرتهم ولا يحلو الأنس إلّا بهم.
لم يتبقَّ على قيد الحياة من أولئك الرجال، إلا عم السيد، كان يجيء إلى النادي مُضطرًا فلا ولدَ له ولا رفيق، إلّا زوجَه الغضوب، التي لا قِبَل لأحد في تحمل طبائعها السيئة وكلماتها القاسية، فلا يجد الرجل أُنسًا إلا في نادي الشطرنج حيث آثار الزمان الذي ولَّى، وعَبق الرفاق الذين غابوا.
(2)
كان عم السيد يقطن خلف مسجد السيدة زينب، كانت أصوات الباعة في سوق السيدة خلف المسجد يصيبه بشيء من الضجر، بيد أنها كانت تطغى على صوت زوجته الغَضُوب التي تصرخ بصوت خانق على الدوام، لا يخمد أبدًا على حد زعم الجيران، لذا كان يجد الراحة في نادي الشطرنج.
كان إذا ترك البيت وانطلق، يلعق شفتيه مُغتبطًا تاركًا عليها أثرًا من البلل، كان يُقبل إلى النادي كل يوم وعلى سحنته أمارات من ولْي الفرار من البيت، فكان يضع ملحفة من الصوف حول رقبته وطاقية قماش شبيكة على رأسه يغوص فيها حتى أذنيه، ثم يسير ملاصقًا للجدران في خطوات سريعة أقرب إلى الجري منها إلى المشي، وأخيرًا يتجه لاهثًا ليجلس على مقعده من فرط شوقه إلى الميدان.
كان يأتي إلى النادي معظم الأيام في مواعيد ثابتة لا تتغير، يجلس على مقعده المفضل، إلى جوار السور المطل على ميدان السيدة زينب، وعلى رغم أن مقعده -ككل مقاعد النادي- قد اهترأ مخمله الأحمر وتصدعتْ أخشابُه، وعلى رغم أن المرايا على الجدران من حوله قد سرى فيها لون شاحب كلون الغيم، فالميدان مازال ساحرًا خلابًا، يراه كل يوم وكأنه يراه للمرة الأولى.
يتأمل وجوه المارة وحجارة المباني التي حفظ ملامحها وأماكن شقوقها منذ سنوات بعيدة، في السالف كان يرى هذا المشهد على أنغام أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد ونجاة، التي تنساب رقراقة من الراديو الضخم، المعلق في منتصف الجدار بجوار غرفة تجهيز المشروبات. بعد أن اختفى الراديو واختفت أم كلثوم ورفاقها، وحل محلهم أصوات صاخبة ومهرجانات مُزعجة، كان عليه أن يحتفظ في جيب قميصه بذلك الراديو الترانستور الصغير، يضعه على المنضدة، يدير مؤشره على إذاعة أم كلثوم كما اعتاد، في الخامسة بعد عصر كل يوم.
أما عن رواد النادي فسوادهم الأعظم من الشباب، الذين لا تتخطى أعمارهم العشرين عامًا، وإن لم يخل النادي من الطبيب والصيدلي والبيطري والمحامي، والمدرس الذين يرتادوه في أوقات نادرة.
ويبقى عم السيد مَعلمًا من معالم النادي، وإن لم يعد أحد من مرتادي النادي الحاليينَ يعرفه، أو يعرف تاريخه بين جدران النادي، وصولاته في مباريات الشطرنج التي كان يتجمع حولها كل الرواد وقتئذ، بل وبعض المارة أمام النادي من الهواة ومحبي اللعبة، عم السيد أصبح الآن في عيون الجميع مجرد عجوز بالمعاش اعتادوا رؤيتَه، كل يوم في نفس المكان.
في الأيام الأخيرة أخذ بقاؤه يطول، بعد أن اكتشف معظمهم ما يتمتع به الرجل من طيبة فياضة، وميل إلى الثرثرة وحسن الخصال، فيجلس معهم ما حَلَى له من وقت، كان مشهد ميدان السيدة هو متعته الحقيقية، وكان يتحدث عنه ملوحًا بيديه ومستشهدًا ببعض أشعار صلاح جاهين وفؤاد حداد، حتى أطلق عليه الجميع لقب الأستاذ.
(3)
في مطلع الشتاء ارتدى عم السيد معطفًا عتيقًا ذا ياقة متآكلة من الوبر الأحمر الباهت، وعلى الرغم من ذلك فقد انتابه السعال أسابيع طويلة، وكانت نوباته تهزه هزًّا عنيفًا كأنه عود في مهب الريح، وعقب كل نوبة كان يمسح عينيه بالمنديل، في حين كوب الينسون لا يبرح منضدتَه أبدًا، على الرغم من هذا كان يشعر بالراحة في نادي الشطرنج، ذات يوم أشفق عليه الطبيب البيطري الشاب الذي كان يشعر بالميل نحوه، فقرر أن يكتب له دواءً للعلاج، فأثار هذا تندُّر الرواد وقالوا ضاحكين مستنكرين: «انظروا كيف يكتب باهتمام»!
وكما ضحكوا ضحك عم السيد أيضًا، فقد كان يشعر في قرارة نفسه بأنه حيوان، كانت له زوجة ويا لَها من زوجة! فما إن تبددت الكلفة بينه وبين رفاقه في النادي، حتى شرع في الحديث عنها، في بادئ الأمر كان يشعر بشيء من الحرج والتلعثم، فأخذوا يداعبونه ويحثونه على المضي في الكلام، فزوجته التي شبهها بخيال المآتة أثارت في نفوسهم المرح والسرور.
لم يكن أحد قد شاهدها قط ولكنهم أصبحوا يعلمون جميعًا أنها امرأة، فُطرت على الأذى والتحكم بالعصا، لم يكن في مقدوره أن يبقى في البيت حتى صامتًا في أحد الأركان، لم يكن هناك جدوى من التظاهر بالنوم أو المرض، حياة لا تُطاق.. مرت سنوات طوال دون أن يحظى بتناول الطعام في هدوء إلى جوار هذه المرأة بقبحها وشرها وعدائها، وحين كانت تسنحُ له الفرصة ليتسلل إلى البيت دون أن تراه

كان يدلف إلى المطبخ على أطراف أصابعه، فيرفع غطاء الوعاء ويشرب الحساء في الفنجان ويعكف على تصيُّد كرات اللحم من المقلاة، حقًّا كان الأمر ينتهي بفضيحة، ولكن إثارة الفضائح بعد الأكل لم تكن تؤثر كثيرًا على معدته وقدرته على الهضم، وفي النهاية هبت كالتنين فقامت بالحراسة وأغلقت الأبوب واحتفظت في جيبها بالمفاتيح، كانت ترفع الأغطية عن الفراش إذا شعرت بالحر، وتضعها عندما تشعر بالبرد، ولما كانت بدينة ويتصبب منها العرق، كانت أسنانه تصطك من البرد في شهري إبريل ونوفمبر، لذا كان يغتنم فرصة إطفاء الأنوار فيلقي بمعطفه خلسة فوق جسده حتى لا تنهره، امرأة شحيحة لا يفارق المليم يدها إلا بمعجزة، ومن كثرة ما كانت تفرك النقود بأصابعها، كانت تخرج من بينها لامعة براقةً.
وحان لأحدهم أن يسأله ذات مرة: «وماذا دعاك إلى الزواج منها»؟! فارتبك العجوز واستولى عليه الحزن، وهكذا كف عن الخوض في سيرة زوجته بضعة أيام، وعاوده الحنين إلى مشهد ميدان السيدة وإسباغ المديح عليه.
غير أنه لم يلبث أن استسلم لاعترافات أخرى شابها شيء من التردد كأنه يقاوم خجلًا ثقيلًا، عند بلوغ زوجته الثلاثين من العمر تعرضت لمرض عضال، وقبل هذا المرض كانت امرأة ودود وزوجة فاتنة حسنة المعشر، وبدا أنه يبتغي أن يلتمس لنفسه الأعذار في عجالة من الكلمات وأن يبرر بقاءه إلى جوارها بعد أن كشرت عن أنياب الشر والعنف، لقد تزوج فيها امرأة أخرى، وما حيلته أمام ذكريات القلب؟!
لم يكن لأحد قط أن يتصور بهاء طلعتها في الأيام الخوالي، هو فقط بوسعه هذا، فقد حظي معها بسنين طويلة من السعادة والهناء، وفي أثناء الكلام كان يخيم عليه الشرود ويفيض به الشجن، ومن كثرة ما سمع من أسئلة واسترسل في أجوبة، نسج حكاية جديدة مشرقة بالحب يلتمع فيها بريق الشباب، وحلَّق طيفٌ أبيض ناصع شفاف كالأوز العراقي حام في سماء النادي المُفعَّم بالدُّخَان.
كان الجميع يرهفون السمع إليه خاصة الشبان، زوجة حسناء وديعة نضرة الوجه، عذبة الصوت، تستسلم في عفة، كانت في مُستهَلِّ حياتها في ميعة الصبا، وكانت ترسل جدائلها على ثوبها السماوي وتصدح بالغناء، وكان يرفع يده كما كان يفعل عندما يستشهد بالأشعار والأزجال، ويهتف تصدحُ بالغناء، وكان في حركته تلك سحر يفتح الطريق أمام عالم خيالي أُوصدتْ دونه الأبواب إلى الأبد، ويلح عليه الشبان ليستزيدهم فالأسرار التي يتوغلون فيها ويعايشونها تعبق بأريج مثير يبعث الشوق في النفس، كانوا يحبون الغادة الحسناء وذراعيها الناصعين ونعيم إخلاصها ورائحة عرقها الأخَّاذة.
كان العرق يتفصَّد منها في تلك الأيام أيضًا ولكنها لم ترفع الغطاء عن زوجها، وكانت تدخل المطبخ أيضًا ولكن لتشيع فيه البهجة وتقشِّر البازلاء بأصابعها الوردية الرقيقة. وسيطر الطيف الجميل مدة من الزمن على رواد النادي، ففي كل يوم لمسة جديدة، وردة في الشعر، خاتم في الأصبع، قطعة من الدانتيل، ريشة طير جميل، وأصبح جميعهم يعرفون الآن كيف كانت الحسناء تطل من النافذة وتنتظره في شوق، يا لَحظ عم السيد!
بيد أن تلك المدة لم تدم طويلًا، ففي أحد الأيام وعلى حين جلس الرواد كالعادة منكبِينَ على أوراق اللعب البالية، صائحين بين الحين والآخر للضجة الشديدة التي يحدثها لاعبو البلياردو.
دخلت من الباب الزجاجي امرأة فارعة الطول ضخمة الجسم متشحة بالسواد، كانت تمسك في يدها سلة تطل منها حِزمُ خضرة وجرجير، تلفُّ رأسها بطرحة سوداء رخيصة في حين تتدلي على وجهها الأصفر المحزون خصلات من الشعر الرمادي، مشت ودارتْ حول النادي في بطء، ثم توقفت بجوار مائدة عم السيد ومكثت تتطلع إليه دون حراك، ويداها الضخمتان تقبضان على السلة، ارتعد الرجل دون أن ينبس بكلمة واحدة وغاص برأسه في رقبته وبرقبته في ياقة المعطف، وكأنه يريد أن ينزلق من فوق المقعد إلى أسفل المائدة، وأدرك الحاضرون أن المرأة لابد أنها زوجته.
لم يخطر لأي منهم أن تكون دميمة! وبهذا القدر من الدمامة! فتملكهم السخط وأزعجهم الواقع بعد أن صحبوا طويًلا ذلك الطيف الجميل، فنظروا إليها هم الآخرون نظرة استنكار، أما هي فلم تعبأ بنظراتهم ولا كلماتهم ولا بالطبيب البيطري الذي نهض ليتنازل لها عن مقعده، راحت فقط تهز السلة بيديها الممتلئين بالعضلات وحاصرت زوجها بنظرة مفترسة متوعدة، وبعد لحظة تحركت شفتاها حركة وشرعت في استجوابه، فالقت عليه السؤال تلو السؤال دون أن تترك له الفرصة للإجابة.
ألم يكن النادي هو مركزه الرئيسي؟! نعم، كانت تعرف هذا.
العجوز الخَرِفُ يذهب إلى هناك ليروي سخافاته، إنها تعرف كل شيء ولكن هذا لا يعنيها في كثير أو قليل، الزواج كما هو معروف لا يحظى دائما بالتوفيق، وإذا كان هو لم يجد سعادته معها، فهي أيضًا لم تجد سعادتها إلى جواره، هذه مسألة قسمة ونصيب ولكنها لا تخص هؤلاء السادة!
في هذه الأثناء كانت تتكلم وتتوعَّد، ولا تلتفت إلى هؤلاء السادة كأنه لا وجود لهم على الإطلاق، فقط ظلت عيناها الحانقتان لا تتزحزحان عن زوجها، أما هو فأخذ يواصل انكماشه في مقعده، ويمد ساقه تحت المائدة لينزلق أسفلها رويدًا رويدًا، كان عليهم أن يعلموا أنها كانت دائمًا هكذا، وأنها لم تتعرض طيلة حياتها لمرض من الأمراض، من العبث إنكار أنها كانت دائمًا قبيحة وحادة الطباع ولكن الإنسان يُولد ويُولد معه قدَرُه، وقد تزوجها وهي على هذه الحال وإن كانت في ذاك العهد أكثر شبابًا وأوفر جمالًا، فأما المال فما زال وفيرًا وأما الحياة فليست وردية، ولم تكن قطّ وردية ولا كانت أفضل مما هي عليه الآن.

وفجأة، لاحظت أن المقعد قد خلا من زوجها فأبعدته بركلة، كشفت عن قدم ضخم ظهر من طرف ثوبها، فجحظ الرجال بأعينهم! يا لها من قدم! واقترب الشبان بدورهم حاملين عصا البلياردو الطويلة، وواصلت المرأة كلامها بصوت خفيض، إنها لم تحضر لإثارة الفضائح، حضرت فقط لتبيِّن حقيقة شخصيتها، امرأة متحضرة لا تريد تشويه الحقائق، تريدها كما هي، فلا أحد يعرف نهاية هذا الخيال الجامح مادام العجوز لايزال يهوى قراءة تلك الكتب التي تُتلف عقلَه، لا ليس هذا ما يُعجبها أو يُريحها، وفي النهاية لا يجدر بالسادة أن يجلسوا ليستمعوا إلى هذا الهراء.
ابتسمت ابتسامة شنعاء لاح من بينها صدأ أسنانها، ثم أدارت كتفها دون أن تلقي التحية على أحد. وشيَّعا صرير الأرضية الخشبية إلى الباب.
عند حلول المغيب هدأت الرياح ووقف عم السيد يستند إلى إفريز النادي يتطلع إلى مشهد الميدان، كم كان من الأفضل لو اكتفى بهذا المشهد بدلًا من الاستسلام لضعف الإنسان المعهود، الحياة هي الحياة، هذا هو حال زوجته وهذا هو حال النادي وحال الميدان، أما الآن فقد دفعهم إلى التندُّر عليه، ومن يعرف إلى متى سيدوم انتقامهم، فمن المؤكد أنهم يظنون الآن أنه قد سخر منهم.
غادر النادي بخطوات جنائزية واهنة، قرر أنه ربما لن يستطيع القدوم إلى النادي مرة أخرى، وهذا ما حدث بالفعل!
لم يُر عم السيد في النادي منذ تلك الليلة! هذا ليس لأنه قرر ذلك!
بل لأنه رحل عن الدنيا في نفس اللية إثر أزمة قلبية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى