محمد بشكار - رسائل الكفران.. الجزء الخامس والعشرون

1
تأكَّدْ أنه حين تُقرِّر أن تتعلَّم لعبة الغولف، لن يساعدك أحد بِفلْس واحد لشراء الكرات البيضاء، لكن سيَهُبُّ الجميع لمساعدتك بالحُفَر!
2
الكلماتُ صادِقة في معاجمها، نحن من يجعلها تكذب !
3
نيتشه يقول بلسان امرأة: لا تَخَفْ من مشاعرك، وأنا أقول بلسان المُجرِّب: هذا النداء لا يعني أن آكل ما أريد !
4
ليس ثمة ما يسْتحق الحياة..أكثر من تغيير هذه الحياة !
5
لا أعرف لِمَ التركيز في مُقرَّراتنا الدراسية، على أعمال أدباء وشعراء ليسوا من زمننا، ولِمَ يَفْصِلون أجيال المُتعلِّمين بكل هذه القدسية التي يُولونها للماضي، عنِ الصورة التي يُبلْوِرها الأدب الحديث عنِ الحاضر، نحن لسنا ضد الأدب القديم ونعلم أن قيمته لا تُضاهى، ولكننا ضد فصل أبنائنا عن واقعهم وإلغاء الأشكال الإبداعية التي تُعبِّر عن هذا الواقع، ضد أنْ نُخرِّج للمستقبل من الكهف مشروع إنسان قديم !
6
كل اللغات تحتاج للتَّعلم، إلا لغة الجسد لا يختلف في فهمها التعبيري العالم !
7
عمود الكهرباء رغم إنارته غير المنقطعة، لا يسْتقطب الفَراش في وضح النهار !
8
ثمَّة من يعتبر نفسه شاعرا عالميا لمُجرَّد أنَّه يعيش خارج بلده في أوروبا أو أمريكا !
9
تلك الإشارة.. ما بعدها إثارة !
10
مع كثرة الخلايا الفكرية النائمة، ألجأ أحيانا للزاوية، لأنها الوحيدة القائمة !
11
يكفي أن يعْبس المَرْء ليحفر على صفحة وجهه أكثر من خطٍّ يَسَع عبور ميترو الأنفاق، ولكن ما لِكل الوجوه اتَّفقت هذا الصباح على العُبوس في القطار، لكأنَّ المجتمع شاخ دفعةً واحدة في غفلةٍ من الزمن، ينظر الواحد للآخر بحذرٍ كما لو من خلف قضبان، صحيح أن القضبان غير مرئية كبعض التجاعيد المُطرَّاة، ولكنها سارية المفعول بعد أن قيدتِ الدولة الحرية بجواز اللقاح!
12
النُّقط السوداء التي تلوح من بعيد مبعثرةً أعلى الجبل، ليست سوى ماعز بري يسْتنجد من المهاوي بالأظلاف، فهل ثمَّة أبلغ من هذا المشهد المهيب كي نعرف بِسعة الطبيعة حجم ضآلتنا !
13
بينما الجميع يصيح في المظاهرة: لا لِجواز اللِّقاح، تسلَّل بين الحشود فصْلٌ تبيَّنْتُ من ملامحه الشَّاحبة، أنَّه فصل الخريف، وكان يصيح كمنْ يخشى ربيعاً آخر في غير موسمه: لا لِزواج اللقاح !
14
المجانين ولو شَخَصُوا ينظرون بأعين البصيرة وليس البصر!
15
عشتُ حتى رأيت دكتورا يُخلُّ بالتزاماته تُجاه الإنسانية رغم أنَّه قدَّم قَسَم الطبيب، ليُصْبح فجأةً لضرورة سياسية ديكتاتورا !
16
ننتظرُ الوقت المناسب والوقتُ لا ينتظر أحدا !
17
القصيدة التي بثَّ الشاعر من خلال كلماتها شكواه.. أصبحتْ مَصْدر سعادة وتطْريبٍ، بعد أن زجَّها المُلحِّن في أوتار موسيقاه !
18
يولدُ الإنسانُ جميلا فقط مع التقدُّم في الزمن تسْتبْشِعُه الأيَّام !
19
القُبْلةُ التي تطْبعُها على خدِّي كل صباح، تُضاهي طابع بريد مضمون، هل أحتاج بعد دمْغَتها الحمراء من يؤكِّد لي، أنِّي سبقتُ كل الرسائل لأصل باكرا إلى قلبها !
20
واحدة من فعاليات المجتمع المدني مُكلَّفة بمساعدة النساء ضحايا العنف، تطالب بإجراء تكوين قبل الإقْدام على الزواج، ليْتها شرَّحَتْ وملَّحتْ، هل هذا التكوين سيكون على حمل السلاح للدفاع عن النفس أو على السرير !
21
أحد أسباب تعاستنا الضمير المُضمَر في تراكيبنا اللغوية وأساليبنا غير الواضحة في الحياة، ما أحوجنا في كثير من المواقف إلى أن يظهر !
22
لا يَجْدُر بالبنات اللواتي يُجارين في عالم الموضة آخر صيحة، أنْ يشتكين من التحرُّش في الشوارع، فمنْ تُمارس الاسْتعراء وتتباهى بلباسٍ من خيط أو خيطين، يجب أن تتحمَّل تَبِعات مُغامرتها الجنسية، وتستحقُّ النَّقيق بألف صيحة !
.............................................
افتتاحية ملحق"العلم الثقافي" 4 نونبر 2021




1635904626817.png





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى