أ. د. عادل الأسطة - يافا "أم الغريب"

سمعت ان يافا توصف ب " أم الغريب " وقرأت هذا أيضا في الروايات والقصص التي قرأتها عن يافا .
كانت يافا ثم القدس ثم حيفا لاحقا ، قبل العام ١٩٤٨ ، مراكز جذب للهجرة الفلسطينية الداخلية والخارجية ؛ الأولى كونها عاصمة اقتصادية بسبب البيارات والميناء ، والثانية بسبب الأهمية الدينية حيث الأقصى والكنائس ، والثالثة بعد تأسيس الميناء ومصفاة تكرير البترول . طبعا لا أنسى الناصرة بسبب المدارس الدينية فيها .
لم تحضر يافا إلا قليلا في الرواية الفلسطينية . لم تحضر في أعمال غسان كنفاني واميل حبيبي وجبرا إبراهيم جبرا ، وعرفت أن ابنها أحمد عمر شاهين كتب عنها في إحدى رواياته .
ظلت يافا حتى نهاية القرن العشرين تحضر بالدرجة الأولى في الشعر ، ومع بدايات القرن الحادي والعشرين صارت تحضر في القصة والرواية ؛ في روايات ناضجة وفي روايات مجهضة .
وأنا أقرأ في رواية عاطف أبو سيف الأخيرة " الجنة المقفلة "(٢٠٢١) تذكرت أبي وأعمامي وشتات عائلتهم ؛ في غزة حيث هاجرت عمتي ، وفي الشام حيث أقام عمي ، وفي الأردن حيث أقام أبناء أعمامهم وفي لبنان حيث أقام قسم التقيت بهم في الشام في بيت عمي في العام ١٩٧٦ حيث هربوا من الحرب الأهلية .
لا أذكر أن أهلي حدثوني عن غرباء أجانب أقاموا في يافا . كنت أسمع من أبي يتحدث أن والدة زوجة أخيه أفغانية .
في رواية عاطف أبو سيف المذكورة قرأت عن يافاوية جدتها إسبانية . والد الجدة رسام إسباني زار مع ابنته فلسطين في القرن التاسع عشر وعلى شاطيء يافا حيث كان يرسم أحبت الشابة ابنة الرسام صيادا فلسطينيا ، فأسفر الحب عن زواج وأحفاد بملامح أوروبية .
لم يكترث الشاب اليافاوي لكلام أمه التي أرادت أن تزوجه من قريبته / ابنة خالته واتبع خطى قلبه .
أعتقد أن يافا وشتات عائلاتها لم يحضر في الرواية الفلسطينية كما يحضر في روايات عاطف ابوسيف .
مات أعمامي وأبي ولا أعرف ما ألم بأجداد عاطف وإلا لكنت سألت عنهم ، ففي حي النزهة شيد جدي بيته الجديد الذي لم يهنأ به ، فقد حلت النكبة وتفرقنا أيدي عرب .
صباح الخير
خربشات
١٦ / ١١ / ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى