مصطفى البحري - جاري يداعب حزنه

جاري
مضرب عن الكلام
يقضي وقتا طويلا
في
كتابة أزهاره
في حديقته الصغيرة
يجلس طويلا
إلى قطته
يعلمها مبادئ الاندماج
في مجتمع النمل
جاري
يعشق قهوة الصباح
على
أريكة الوقت
ويحب أن يقرأ
صفحة الماء
كل مساء
جاري
وحيد في بيت
بلا باب
ولا أولاد
جاري
بلا ملامح
ولا تاريخ ميلاد
جاري
لا يرد السلام
ويسرح بعينيه
حين تحلق غيمة
فوق حديقته .
على ذراعيه
وشم قديم
لشمس قديمه
وفي
قلبه ينزوي طريق قديم
إلى بلد قديم في أقصى الجرج
جاري لا يخرج إلا ليلا
برفقة أزهاره
وقطته
وغيمة تظلل رأسه من شمس الليل
لا يكلم
أحدا
يتأمل مبنى البرلمان
و مقر البلدية
والعابرين بلا رؤوس
يمضي هكذا في شارع طويل
يمضي
وتمضي خلفه
أزهاره
وقطته
وغيمته
جاري حين يشذب أفكاره
تحط الشمس
على رأسه
توشوش في أذنيه
طويلا
ثم يخرجان مسرعين
يرفعان رأسيهما إلى
السماء
طويلا
ولا يردان السلام
على العابرين

جاري
كلما جن الليل
يفرش
خيباته على قارعة الطريق
ويجلس طويلا
يداعب حزنه
بيديه
مثلما يداعب شاربه
وينظر
إلى العابرين بلا رؤوس
و إلى
المدينة التي
تلفظ
شوارعها
في آخر الليل

جاري الذي لا يحب الكلام
حين يعود
في آخر الليل
يمنحني وردة
وجناح غيمة
ويمضي ....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى