أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور.. حدث منذ سبعين عاماً!!

1- اللؤلؤة : حدث منذ سبعين عاماً !!
" .. وكنت حول الخامسة عشرة من العمر :
عبدالله المتولي – كما ندعوه – وهو من العوامر (عامر)، أي من أبناء العم، وكان خياطاً في القرية . وزوجته مفيدة بنت خالي عبد الحميد (الذي لم أره)، وهي من الشرايفة (شريف)!! .
في دكان الخياط ، كنت أتردد عليه مجالساً في عطلة الصيف المدرسية. ذلك اليوم غنت أم كلثوم لأول مرة قصيدة : " مصر تتحدث عن نفسها ". اختلف عبدالله مع مفيدة – في حضوري – هل غنت أم كلثوم :
وقف الخلق ينظرون جميعاً
أم :
وقف الخلق جميعاً ينظرون ؟!
لم أكن أملك المعرفة بأوزان الشعر (وللآن لا أتقنها، وربنا يستر) ، فلم أستطع الفصل ، فرحنا نحتكم إلى المعنى، واللياقة في الصياغة . أتذكر هذا الآن فأعجب لطرافة الحوار ، وغرابة موضع الخلاف بين زوجين ، تخرجا في مدرسة (تمي الأمديد) الإلزامية ... لا أكثر .
2- المحــارة :
- ذات يوم كانت مفيدة بنت خالي تناقش في: مدى ضرورة ترتيل القرآن بالأصوات العذبة التي ألفناها عند عظماء القراء ذلك الزمن (مصطفى إسماعيل ، وطه الفشني، وعبد العظيم زاهر ، وعبد الباسط من بعدهم ) . كان رأي مفيدة بنت خالي أن القرآن الكريم – وهو نص إلهي – ينبغي أن يقدم إلينا بقراءة لا تنغيم فيها ، أو لا تصح المبالغة في التنغيم [ ولم يكن أسلوب "التلاوة" الشائع الآن مألوفاً، أو معروفاً في الإذاعات] وكانت حجة مفيدة بنت خالي – طريفة جداً، ومثيرة للتأمل – وهي أن (الملك) إذا أرسل خطاباً للرعية فإنه يقدم إليها بنصه، ولا يغنى، ولا يصح أن يغنى ، حتى لا تتبدد معانيه في الغناء !!
- أتذكر هذا الآن ، بكل تفاصيله ، وكأنما حدث بالأمس، مع أنهما غابا عن حياتي منذ ذلك الحين تقريباً ، أو عقبه بقليل من السنوات .
- مما حدثني به عبدالله المتولي – فيما بعد – أن جلبابي كان لا يزيد عن متر واحد من القماش، حتى بلغت الخامسة عشرة من العمر !! وهذه شهادة لا أستطيع أن اعترض عليها . فأهل مكة كأهل الخياطة أدرى بشعابها ..
-رحم الله عبدالله المتولي [ من ولاد العم ] ، ومفيدة عبد الحميد [ بنت الخال الذي لم أره] .
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من خواطر وسوانح صاحب اللؤلؤة .



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى