ديوان الغائبين ديوان الغائبين : الحسين الصالحي - المغرب - 1895 - 1918

ولد الشاعر الحسين بن إبراهيم الصالحي السوسي في إقليم سوس (جنوبي المغرب) وفيه توفي ولم يتجاوز الثالثة والعشرين.
حفظ القرآن الكريم وتلقى مبادئ العلوم في مسقط رأسه، ثم التحق بالمدرسة الإلغية ومن بعدها المدرسة الإيمورية متتلمذًا على عدد من شيوخ عصره.
عمل مدة في المدرسة الإسرائية (1912).
توفي في الوباء الذي اجتاح سوس

الإنتاج الشعري:
- تضمن كتاب «المعسول» قصيدتين هما ما بقي من شعره، وله قصائد وقطع متفرقة في الكنانيش السوسية.

الأعمال الأخرى:
- له مراسلات نشر بعضها في كتاب «المعسول»؛ وأسهم في تحقيق «المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز» لابن عطية.
المتاح من شعره قصيدتان يغلب عليهما الوصف والغزل، تحافظان على العروض الخليلي والقافية الموحدة، في إحداهما يسيطر الاهتمام بالألوان، وفي الأخرى تتوازى الروائح والألوان، مع عناية بالمشاعر الداخلية.

مصادر الدراسة:
1 - عبدالسلام ابن سودة: إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع - (تحقيق: محمد حجي) - دار الغرب الإسلامي - بيروت 1997.
2 - محمد المختار السوسي: المعسول - مطبعة النجاح - الدار البيضاء 1961.
: رجالات العلم العربي في سوس - طنجة 1989.
3 - الدوريات: محمد حجي: الصالحي الحسين بن إبراهيم - معلمة المغرب - إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر - مطابع سلا 2002.



[SIZE=6]سهد[/SIZE]

نـام الـورى كلُّهُمُ وأنــــــــــــــــــا
فـي سُهُدِ العـشق عـلى الجـمـــــــــــــرِ
قـد كـان لـي بـدرٌ فلـم يبقَ لــــــــــي
إلا الـذي فـي القـلـب عـن بـــــــــدري
وجهٌ كأن الشمس قــــــــــــــــــد خُلقتْ
مـنه ولكـنْ فـاق بـــــــــــــــــالثغر
ونفحةٌ مـن نَفَسٍ طــــــــــــــــــــــيّبٍ
أذكى أريجًا مـن شذا الزهـــــــــــــــرِ
وأعـيـنٌ دُعْجٌ بـهـــــــــــــــــــا حَوَرٌ
إلى الـتتـيُّم هدبُهــــــــــــــــا تُغري
قـد كـنـتُ ذا القـلـب الصحــــــــيح فإذ
رمـيـنَهُ آض إلى الكـســــــــــــــــــر
يـا لـيلةً سعـيـدةً بـات فــــــــــــــي
حضنـي إلى مطـالع الفجـــــــــــــــــر
أرشف مـن رُضـابـه مـا الــــــــــــــذي
يُنسـي نظيري أكؤسَ الخمـــــــــــــــــر
لا عـيبَ فـي لـيلـتـنـا غـيرُ مـــــــــا
أعقب وصلـيـهـا مـن الهجـــــــــــــــر
فعـدتُ بعـــــــــــــــــد أن مضى مُدْبرًا
عـنـي، وقـد فـارقنـي صــــــــــــــبري
يُرمِضُنـي الشـوقُ إلـيـه كـمـــــــــــــا
يَرمَضُ مـنهـوكٌ عـــــــــــــــــلى القفر
فـي أوسط الهجـــــــــــــــير لا ظلَّ لا
مـاءَ سـوى آلِ الفلا يجــــــــــــــــري
فهل يـطـول العـيشُ بـي زمـــــــــــــنًا
حتى يُزيل وصلُه ضُ

***

[SIZE=6] مسك النوافج[/SIZE]
مسكُ النـوافج فـاحَ أم روضُ الرُّبـــــــــا
حـيّاه غِبَّ الـمحْلِ طلُّ سمــــــــــــــــاءِ
فتفتّحتْ أزهـارهـا وتــــــــــــــــرنَّمتْ
أطـيـارُهـا فـي أيكهــــــــــــا الغنّاء
طلعتْ عـلى أنهـارهـــــــــــا شمسُ الضحى
فتلألأت فـي الصحـو بــــــــــــاللألاء
أم أنجـمُ الجـوزاء أرْخَتْ عِقْدهـــــــــــا
فزهتْ بـهـا الخضرا عــــــــــلى الغبراء
فتجـوب سـادرةً سمـاواتِ العــــــــــــلا
كـالـتـاج فـوق اللِّمَّة الســـــــــــوداء
أم صدرُ غانـــــــــــــــــيةٍ تَنَظَّمَ وسْطَهُ
دُررٌ مـن الـبـيضـاء للـحـمـــــــــــراء
قـد أقبـلـتْ بجـبـيـنهـا فكأنمـــــــــا
طلع الشـروقُ لـمـن رأى بِذُكــــــــــــاء
أم شِعْرُ أروعَ لـوذعـيٍّ نـال أُفْــــــــــــ
ـقَ الـمـجـد فـوق الهـمّة القعســــــــاء
أنأى استـراحة نفسه بـالجـدّ والسْــــــــ
ـسَهـرِ الـمدام ففـاز بـالعـلـيــــــــاء
قـد أشـرقتْ فـيـنـا غزالـتُه بنـــــــــو
رٍ سـاطعٍ مـن طلعةٍ زهـــــــــــــــــراء
فأضـاءتِ الأرجـاء فـانجـاب الغِشــــــــا
ءُ، عـن القـلـوب فأشـرقتْ بصـفـــــــــاء
إنـي وأمـثـالـي ومـن كـانـوا لـديــــــ
ـهِ نفـوز فـوزًا بـالسنـا وسنــــــــــاء
قـد خُصَّ فـي أتـرابـه بشمـــــــــــــائلٍ
وفصــــــــــــــــــاحةٍ، ونزاهةٍ، وعَلاء
مـا شئتَ مـن أدبٍ ومـن كرمٍ ومـــــــــــن
هـممٍ تَحِلُّ بقُنَّةِ الجــــــــــــــــــوزاء
فعـلـيـه مــــــــــن أزكى السلام حدائقٌ
مـن بعـد مسَّةِ ديـمةٍ وطْفـــــــــــــــاء
فسَرَتْ بـهـا نَسَمُ الصـبــــــــــاح فأفعَمَتْ
كلَّ الـمعـاطس مـا زرى بكَبـــــــــــــاء
ثـم الصلاةُ عـلى الرســــــــــــول وآله
وصِحـابـه الكرمـاء والنُّجـبــــــــــــاء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى