ديوان الغائبين ديوان الغائبين : حسين صالح طربيه - سوريا - 1927 - 1954


ولد حسين بن صالح طربيه في مدينة السويداء (جنوبي سورية) وفيها توفي.
نال من التعليم المنظم الشهادة الابتدائية من مدارس السويداء (1941) ثم أخذ يثقف نفسه، فحفظ قدراً من القرآن الكريم، وقرأ الكتب المقدسة، والدراسات الحديثة في الفلسفة والاجتماع وعلم النفس.
أتقن اللغة الفرنسية، وأبدى اهتماماً خاصاً بالعلوم الدينية والفقه، لا سيما المذهب الحنفي الذي مكنه من وضع إضافاته وتعديلاته على مشروع قانون الأحوال الشخصية للطائفة الدرزية، وكان له اهتمام خاص بعلم الفلك.
عاصر في حياته القصيرة أحداثًا وطنية وقومية وعالمية ذات أثر، وقد انعكست في أشعاره.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «جهد المقل والمعتزل المستقل» - (جمعه وقدم له محمد بن حسين طربيه) - دار المجد للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق 1992، وله رسائل كثيرة وجهها إلى كبراء عصره من الزعماء والأدباء، نشر الكتاب السابق نماذج منها.
موضوعات ديوانه قصائد قومية ووطنية واجتماعية ومذهبية، وكذلك رثى وتغزل، ومضى في كل هذه الفنون على هدي القصيدة التي أبدعها كبار شعراء العربية في
عصره، في شعره نزوع قومي واضح، واعتزاز بالتاريخ الإسلامي، ودعوة إلى نهضة جديدة.

مصادر الدراسة:
1 - حسين صالح طربيه: ديوان جهد المقل والمعتزل المستقل (مقدمة محمد بن حسين طربيه).
2 - الدوريات: عارف تامر - الشاعر الراحل حسين طربيه في ديوانه - مجلة الثقافة - دمشق يناير 1994.

من قصيدة: سمونا إلى الأوج الرفيع

لنـا إن نطَقْنـا الفخرُ مـلكٌ مـــــوحَّدُ = ومـنـا إلى العـلـيــــــــــاء نهجٌ معبَّدُ
سمَوْنـا إلى الأوجِ الرفـيع ببأسنــا = وبتْنـا عـلى هـام الـمـجـرَّة نرقــــــــد
وقـد سنَّمتـنـا الـمـجـدَ جـمُّ فضـائلٍ = لنـا دون كل النـاس فـيـهـا الــــــتفرُّد
إبـاءٌ وإقـدامٌ وجــــــــــــــــودٌ وعفَّةٌ = ونفسٌ أنـوفٌ شـوكهـا لــــــــــــيس يُخضد
ففـي جـبـلـي للأريحـيَّة مشـــرَعٌ = وفـيـه لـدرس الطعــــن والضرب معهد
هـو الـمعقـل الفذُّ الـحصـيـن الـذي بـه = وأمـجـاده يشدو الزمـانُ ويـــنشد
أشمُّ مـنـيعٌ يحســــــر الطرفُ دونه = عـلى أنه فـي ســـــــــــاحة الأرض فَرقْد
وفـيـه الغطـاريفُ الـحُمـاة الألى بـهـم = تسـير القـوافـي سـيرَهـا وهـــي شُرَّد
شبـابًا وشـيبـاً راجحـاتٍ حـلـومُهـم = وسـائرهـم للـمـجـد يـهفـو ويــقصد
وكلٌّ لـدى الإعطـاء والـبذل لُـــــجَّةٌ = وكلٌّ لـدى الهـيجـاء عَضْبٌ مهــــــنَّد
رعى الله قـومـي كـم لهـم مـن وقــائعٍ = نـتـائجُهـم فـيـهـا الظهـور الــمؤكَّد
وكـم لرهـيفـات الظُّبـا فـي أكفِّهــــــــم = صلـيلٌ وللسُّمْر العـوالــــــي تأوُّد
إذا أسـرجـوا قُبَّ الـبطــــــــــون لغارةٍ = يُغارُ بـهـا سِيّان شـيـخٌ وأمــــــــــــرد
وقـد تَتَحـامـانـا إذا جَدَّ جـدُّنـا الــــــ = أسـاطـيلُ والجـيشُ اللَّهـامُ الــــــــمزوَّد
وتخشع هـامـاتُ الـمـلـوك متى بـدتْ = طلائعُنـا للـحـرب تتـرى وتــــــــنهَد
ونستقبـل الـمـوتَ الزؤامَ بـواسمــــاً = كأن طعـام الـمــــــــــــــوت شهدٌ معقَّد
وإن يستـرِبْ فـيـنـا العـداةُ جهـــــــالةً = نُحِلْهُم عـلى تلك الروابـي لـــيشهدوا
ويستـنطقـوا الصُّمَّ الجـمـادَ فإنهـــــا = نـواطقُ بـالفضل الـذي لـــيس يُجْحَد
صـمدنـا صـمـودَ الأُسْد فـــي كل وقفةٍ = أمـام فرنسـا والضراغم تصــــمد



حسين صالح طربيه.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى