ديوان الغائبين ديوان الغائبين : حسين علي صعب - لبنان - 1937 - 1973

ولد حسين بن علي صعب في بلدة بنت جبيل (جنوبي لبنان)، وفيها توفي وهو في مستهل كهولته.
عاش في لبنان.
تلقى تعليمه الأولي في مدرسة بنت جبيل، وبعدها التحق بالكلية الجعفرية في مدينة صور.
حصل من جامعة بيروت العربية على درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها.
عين مدرسًا في وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة (1956)، ثم عمل أستاذًا بالمرحلة الثانوية في مدرسة بنت جبيل الرسمية.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان: حفنة من رمال - طبعة خاصة جمعها وقدم لها: يحيى الشامي - 2004، وله قصائد نشرت في مجلة «الأديب البيروتية» منها: رسالة الغريب - السنة 17 - جـ 11/ 1958، أنا وحبيبي - السنة 18 - جـ 6/1959، أغنيات الغريب - السنة 19 - جـ 4/1963، وله قصائد نشرت في مجلة «الآداب البيروتية»، منها: «أيامي» و«السلم» - 1963.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من المقالات نشرت في مجلة «الأديب»، منها: مقال حول قصيدة الأنشودة السكرى - جـ 9، 1959 ومقال حول الشعر - جـ 10/ 1959.
من التطلع إلى عالم أفضل، وعبر روح ثورية جامحة تتشكل الأعمدة الأساسية في تجربته، وكان لمعاصرته التجربة الناصرية في صعودها وانكساراتها الأثر الواضح في تشكيل وجدانه القومي ومن ثم بروز العناصر القومية في قصائده، مشكلة خطّاً له طابعه القومي يتجلى في عناوين قصائده: «فوق إعصار الأذى»، «شعلة الفجر»، «الشروق»، «بغداد والموت والوحدة»، يضاف إلى خط ذاتي يتكشف في قصائده: «أغنيات الغريب»، «أنا وحبيبي»، «إلى فتاة الأحلام».
اعتمد عمود الشعر العربي، ونظم عددًا من القصائد في إطار تفعيلي يمنح تجربته نوعًا من التنوع ومواكبة التطور، أخذ بجانب من أساليب الرمزيين، كما تأثر بأسلوب «نشيد الإنشاد» في بعض عباراته.

مصادر الدراسة:
1 - رامز حوراني: بنت جبيل الشاعرة «شعراء من بنت جبيل» - 2001.
2 - يحيى الشامي: مقدمة ديوان «حفنة من رمال».

الذئب

ذئبٌ يريـد الغاب سلطــــــــــــــانًا له = أوَ لـيس يـدعـو اللـيثُ للـــــــــــتَّزآرِ
أوَ لـيس يكفـي فـي الـبـلاد فـــــــظائعٌ = ثـارت عـلـيـه شهـامة الأحـــــــــــرار
وتـمـنطقت بـالعزم حتّى إنّهـــــــــــــا = جِنٌّ يصـول بصـولة الجـــــــــــــــــبّار
وأبتْ عـلى الأنذال أن تُبقـي لهـــــــــا = قـيـدًا، وعـدلاً فـي الـدجى الـمتــــواري
وكـستْ عـروسًا، يـا لهـا مــــــــــن حُلّةٍ = فَزَهَتْ، وغاصتْ بـالـدَّم الـمــــــــــــوّار
ومضت تشدُّ إلى الـحـروب جـراحهــــــــــا = ويلٌ له مــــــــــــــــــن غضبة الثّوار
طـوبى لثـورات الشّبـاب وعزمهـــــــــــم = إذ مـا تجلَّتْ فــــــــــــــــي دجى أيّار
هـذي بـلادي للغريب أســـــــــــــــيرةٌ = نـاءت تضجُّ تصرُّفَ الأقـــــــــــــــــدار
لا تجزعـي، إنّ الصَّبـاح سـيـنثنـــــــــي = وتشعُّ مـنه جحـافل الأنـــــــــــــــوار
فـنسـير كـالسَّيل الـمزغرد للعـــــــــدا = صنـوانِ مـن نـارٍ ومـن إعصـــــــــــــار
ونعـيـد، نـبنـي مـجـدهـا وفخـارهــــــا = ونشـيـدُ فـيـهـا أبـدع الآثـــــــــــار

***

فوق إعصار الأذى

فـوق إعصـار الأذى واللهـــــــــــــــبِ = رفرفتْ روحـي كلـــــــــــــــــمعِ الشُّهُبِ
ورعـود ُاللـيل يـدوي صـوتُهـــــــــــــا = درّةَ الشّرق وأقصى الـــــــــــــــــمغربِ
وريـاحٌ يعصـف الهـول بـهـــــــــــــــا = جـائرًا مـن قـلـبـهـا الـــــــــــمضطرب
وأزيـزٌ يـمـلأ الشُّمَّ الرّبـــــــــــــــا = بأهـاويلِ الضجـيج الـمـــــــــــــــرعب
حـممٌ طـارت عـلى أشلائهــــــــــــــــا = ردّد اللـيل نشـيـــــــــــــــــد العطب
كبّر الـحـرّ إلـيـهـــــــــــــــا، ومشى = مستـمـيـتًا لـبـلـــــــــــــــوغ الأربِ
وإذا مـا ارتعـشـتْ خــــــــــــوفَ الّلظى = هـاجهـا العزم بصــــــــــــــــوتٍ مغضب
لا تـرعْكِ النـار فـي قـلـب الـحـمــــــى = لا تخـافـي، أقـدمـي، لا تـرهـبــــــــي
فـاصـبري فـي سـاحة الـمـــــــــوت، ولا = تُحجـمـي عـنه دلـيلَ الـــــــــــــــتّعب
ــــــــــــــــنحن شعبٌ واحدٌ يأبى الخ = مِسمحُ الراح، كريـــــــــــــــــم النسب
هـو يعطـي كلَّ مـا يـمــــــــــــــــلكهُ = لفقـيرٍ معــــــــــــــــــــدِمٍ أو متعب
ومضى كـالنَّسـر جـوّاب العــــــــــــــلا = خـافقَ الجنح، قـويَّ الـمخلــــــــــــــب



حسين علي صعب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى