ديوان الغائبين ديوان الغائبين : - حسن الحمود الحلي - العراق - 1888 - 1919

ولد حسن حسني محمد إسماعيل الأعرج الموصلي في مدينة الموصل (شمالي العراق)، وتوفي في الآستانة.
عاش في الموصل والآستانة ودمشق.
تلقى تعليمه بالموصل عن والده، ثم علم نفسه حتى وصل لدرجة جيدة في التعليم.
تولى منصب القضاء العام في دمشق عام 1886م، ورحل إلى الآستانة ليعمل مفتشًا للأوقاف، وفسر القرآن الكريم حتى سورة الأنعام.

الإنتاج الشعري:
- له قصيدة وبعض المقطوعات وردت في كتاب: «حلية البشر».

الأعمال الأخرى:
- له من المؤلفات: «شرح الرائية في الحضرة الطائية»، و«شرح البرهان في المنطق»، والتفسير المسمى بـ «فتح الرحمن بتفسير القرآن» في مجلدين.
شاعر فقيه وعالم أديب صاحب تآليف حسنة، ما وصلنا من شعره قصيدة في مدح «الحضرة السلطانية» يراعي فيها تقاليد المدحة فنيًا وموضوعيّاً وبلاغيّاً، ويعكس قريحة حسنة وحكمة واضحة.

مصادر الدراسة:
- عبدالرازق البيطار: حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر» (ط1) - دار صادر - بيروت 1993.

[SIZE=6] خليفة الله[/SIZE]

قـلـوصٌ تخبُّ الـبـيـدَ مـن أرض «مـــــوصلٍ»
إلى مُوصل الآمـال يبـغـي هجـوعَهــــــــا
وتسكـنُ إن وافت بروجًا تـــــــــــــرفّعت
بإبصـار قصرٍ شـاد سمكًا يروعهـــــــــــا
فـيحـلـو بـهـا مـرُّ الفـيـافـــــي لراكبٍ
وثـيـقٍ بـمهطـالٍ يروّي ربـوعهـــــــــــا
وتذهلهُ النعـمـاءُ عـن حـبِّ مــــــــــوطنٍ
تصـوُّرُهـا يـهدي إلـيـه بـديعَهــــــــــا
بـعـاصـمة الـدنـيـا وسـرّةِ أرضهــــــــا
يضـيءُ لهُ قصدُ السـرى ولـمـوعهــــــــــا
للثـمِ أيـادٍ للخلـيفةِ أصـــــــــــــبحت
أيـادي عـلى العـافـيـن يُسدَى صنـيعهــــا
وأعتـابُ سلطـانٍ سـرادقُ مـــــــــــــلكهِ
يبـاهـي بـهـا سُمكَ السمـاءِ ضلـوعهــــــا
أمـيرٌ لكلِّ الـمسلـمـيـن ومـــــــــــالكٌ
رقـابَ الـمـلا عِقـدًا حـبـاه رفـيعُهـــــا
حـمـيـدُ الـمزايـا مـجـدُه بـلغ السُّهــــا
وشمسُ عـلاهُ أبـهـرتـنـا سطـوعهـــــــــا
يبصّرُ غاويـهـا الــــــــــــــمحجَّة هديُهُ
ويشكرُ نعـمـاءَ الـتّقـيِّ مطـيعهــــــــــا
بإشفـاقه الأرحـامُ تـوصلُ فـي الــــــورى
بأيـدٍ أيـاديـهـا يروقُ مَريعهـــــــــــا
ونـيرانُ ظلـمٍ كـاد يسطـو لهـيبُهــــــــا
بعـدلٍ أراه النـاسَ كـان هجـوعهـــــــــا
جنى الـدهـرُ أنـواعَ الرزايـا فأظلـــــمت
عـن الـمـلّةِ الـبـيضـا وبـانـت صدوعهـــا
فقـام لـحـلِّ الـمعضلاتِ بـهــــــــــــمَّةٍ
يضـاهـي الجـبـال الراسـيـاتِ مـنـيعُهـــا
فدام لهُ شكرُ الأنـــــــــــــــام لراحةٍ
براحته العـلـيـا أُعـيـد زمـوعُهــــــــا
فإنك ظلُّ الله فـي النـاس قـــــــــــائمٌ
عـلى شـرعة الـمختـار تحـيـا فروعهـــــا
وأجنـادُك الفرسـانُ فـي حـومة الــــــوغى
أسـودٌ كأمـثـال الجـبـال جـمـوعهـــــــا
وأجـدادُك الغُرُّ الكرامُ بجـدِّهــــــــــــم
أضـاءت بـهـا الـبـلـدان حقّاً شمـوعُهــــا
وقـد أكثروا فتح الـبـلادِ وأعـمــــــروا
فأعـلامهـمْ فـي الـحـرب فـاقت لـمـوعهــا
لهـم خدمةٌ للـديـن مـن عهدِ فـــــــــاتحٍ
وقبـلاً وبعـدًا غـير خـافٍ صنـيعهــــــــا
فلا برح السلطـانُ فـــــــــــــاتحُ وقتِه
حـمـيـدًا عـلى رغم الأعـادي جـمـيعهــــا
ولا زال للعـلـم الشـــــــــــريفِ مُرغِّبًا
لأهلـيـه بـالإحسـان يـدنـو شسـيعهـــــا
ولا برح الـديـنُ الـمبـيـنُ بــــــــوقتهِ
كشمسٍ وفـي برج القـلـوبِ طلـوعهـــــــــا
ولا انفكّت الرايـاتُ تخـــــــــــفق ُنصرةً
كخـفق قـلـوب الكـافريـن تُريعهـــــــــا
أتـيـتك ظلَّ الله شــــــــــــــارحَ نسخةٍ
لـبرهـان مـيـزانٍ فهـان مـنـيعهــــــــا
هديَّة محتـاجٍ لأعتــــــــــــــــابِ حضرةٍ
بإخلاصِ نفسٍ إطمأنّت ضلـوعهــــــــــــــا
أرجّي بـه فـيضًا تعـوّده الــــــــــــورى
لأحظى بألطـافٍ نداكـم يُذيعهــــــــــــا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى