أ. د. عادل الأسطة - لا حياد في جهنم، وثمة حياد على الأرض

لم أقرأ قصة إميل حبيبي الأولى " لا حياد في جهنم " فلم تتوفر لي ، ولكني وأنا أقرأ رواية الدكتور إبراهيم السعافين الأخيرة راودني سؤال الحياد وعدمه في أدبيات الكتاب والدارسين العرب الذين كتبوا وهم يقيمون في العالم العربي .
أغلب الظن أن الكاتب العربي إن كتب في موضوع يمس البلد الذي يقيم فيه لا يقوى على قول كل ما يؤمن به ، وبالتالي فإن عليه أن يشيد بما يضمن له حياة مستقرة ويتجنب ما قد يجعل من حياته كابوسا .
لا يقتصر الأمر على ما لاحظته على الرواية ، وهي ملاحظة قد لا يلتفت إليها غيري ، فمنذ سنوات التقيت بباحث أردني أنجز بحثا عن صورة المرحوم الملك حسين في الشعر ، ولما سألته عن مصادره ومراجعه عرفت أن الشعراء الذين أبرزوا للمرحوم صورة سلبية تم إغفالهم .
وأنا أحكم بحثا عن صورة الثورة العربية الكبرى في الشعر العربي الحديث تناول الباحث القصائد التي مجدت الثورة ، ولم يدرس قصائد شعراء لهم وجهة نظر مختلفة في الثورة .
كانت روح الأكاديمي هي التي تدفعني إلى التساؤل ومن المؤكد أنني لو كنت أقيم في الأردن لما كان الدافع إلى التساؤل ممكنا ، فالحفاظ على لقمة العيش قد تطغى على روح الأكاديمي .
مرة فكرت أن أكتب عن صورة المرحوم الملك حسين في الشعر الفلسطيني فقرأت ديوان الشاعر المرحوم توفيق زياد " عمان في أيلول " وديوان فتى الثورة في أحداث أيلول ، ثم أوقفت المشروع . أيضا لقد آثرت السفر إلى الأردن ورؤية ابنتي على روح الأكاديمي في .
في العالم العربي من الصعب أن تكون أكاديميا شجاعا وصرفا مثل إدوارد سعيد ، وللأسف فإن الأمر نفسه يمكن أن تعاني منه في دول أوروبية .
مؤخرا قرأت عن رفض توظيف فلسطينية في مؤسسة ألمانية ، لأنها شاركت قبل سنوات في مظاهرة ضد التطبيع مع إسرائيل ، ولأنها أبدت إعجابها ببعض ما نشر في وسائل التواصل الاجتماعي مما كان صاحبه فيه يدين إسرائيل .
" لا حياد في جهنم " ولا روح أكاديمية صرف أيضا في كثير من دول العالم ، وقديما قال المثل " من يأكل من خبز السلطان يضرب بسيفه " ويجب ألا يتعرض له بسوء .
في فمي ماء ، وهل يفصح من في فمه ماء؟
أحيانا أكون جبانا !!

عادل الاسطة

صباح الخير
خربشات
٦ كانون الأول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى