أ. د. عادل الأسطة - العنوان الذي ضللني أربعين عاما :

في العام ١٩٨١ أعادت منشورات الصوت في الناصرة طباعة رواية نجيب نصار " مفلح الغساني " ، وقد أشرف على تحقيق الطبعة الكاتب حنا أبو حنا الذي حثنا على ضرورة الاهتمام بالتراث وإعادة إحيائه ، مثله مثل الدكتور هشام شرابي الذي الف كتابا عن صالح برانسي عنوانه " ثلاثون عاما من النضال الصامت " .
لفترة طويلة ظللت أنظر إلى النسخ المركونة من الرواية على رفوف المكتبات ولا أتشجع لاقتنائها وقراءتها إلى أن نفدت تلك النسخ .
كنت أظن أن الرواية رواية تاريخية ولست من قراء هذا النوع من الروايات ، ولم أقرأ دراسات ومراجعات للرواية حتى في كتب الدراسات التي تناولت فن الرواية في الأدب الفلسطيني .
في الشهر الماضي قرأت رواية نجيب نصار " أسامة العدناني " لمراجعتها وتحقيقها من أجل إعادة نشرها ، فأحالتني إلى رواية " مفلح الغساني " وإذا بالروايتين سيرة ذاتية لحياة نجيب نصار تتحدثان عن فترة من حياته في زمن الحرب العالمية الأولى التي شهدت انقلابا خطيرا في حكم بلاده فلسطين .
أمس انتهيت من قراءة " مفلح الغساني " واكتشفت كم ضللني العنوان وترك جانبا سلبيا على بعض دراساتي التي تناولت فيها صورة الأتراك وصورة الإنجليز في الأدب الفلسطيني ، واكتشفت أن الجانب السلبي لم يقتصر علي وعلى دراساتي ، فالروايتان وجب أن تدرسا أيضا في أثناء دراسة الرواية الفلسطينية ، وهذا ما لم ينجزه أكثر دارسي فن الرواية الفلسطينية .
بعد أن قرأت " أسامة العدناني " أخذت أبحث عن " مفلح الغساني " فظاهرة التناص الذاتي حاضرة لدى نجيب نصار قبل أن تحضر في روايات إميل حبيبي ، ولقد أنفقت شهربن في البحث حتى أعارني الصديق Fuad Suzy Nakkara نسخته لكي أقرأها ، وما شجعني بالتأكيد أكثر وأكثر لقراءة " مفلح الغساني " الفصل الذي كتبه الناقد فيصل دراج عن نجيب نصار في كتاب " ذاكرة المغلوبين " .
أمس كتبت إنني أحيانا كنت جبانا
واليوم أكتب إنني أحيانا أصاب بالعمى فأكون جاهلا ، ولا جدل أيضا في أنني أحيانا أكون مخدوعا وأحيانا أكون بسيطا ساذجا ، وتلك هي الدنيا .
يعيش المرء ويتعلم ، وما عوضني عن جبني وجهلي وبساطتي وسذاجتي أنني تعرفت إلى حنا أبو حنا وهشام شرابي وصالح برانسي واميل حبيبي وغيرهم وغيرهم .

د. عادل الاسطة

صباح الخير
خربشات أدبية
٧ كانون الأول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى