سهام ذهني - نهاية إسرائيل من القرآن الكريم عبر سورة الإسراء

لا شئ يساوي متعة أن يمنح الله من يتلوا في كتابه الكريم منحة تفك فيها الآيات أسرارها، فتبوح لقارئ القرآن بما يكشف غموضها، وتعترف بما يفسر حروفها.
إحدى سور القرآن الكريم التي كثيرا ما كنت أعيد قراءتها والإطلاع على التفاسير المختلفة لها كي أعثر على مفاتيحها هي سورة الإسراء، وبالذات آياتها الأولى التي تبدأ بتسجيل إسراء الله سبحانه بحبيبنا صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهي المعجزة التي لم تتضمنها إلا الآية الأولى من السورة التي تحمل إسم "الإسراء"، ثم تنتقل الآيات إلى بني إسرائيل، وإفسادهم في الأرض مرتين. وعندما كنت أقرأ في كتب التفسير القديمة كان الحديث في غالبيتها يدور حول أن الإفسادين كانا سابقين على ظهور الإسلام، وأن أولاهما واجههم فيه نبوخذ نصر البابلي وأهلكهم، وأن إفساد اليهود الثاني إنتهى على يد تيتوس القائد الروماني.
إلى أن شاهدت مؤخرا على موقع يوتيوب دروسا للداعية الفلسطيني "بسام جرار" مدير مركز "نون للدراسات القرآنية" بمدينة "رام الله" بالضفة الغربية يفسر فيها سورة الإسراء تفسيرا مطولا خلاصته باختصار أن الإفسادين المذكورين لليهود في سورة الإسراء هما مرتان لا ثالث لهما، وأن الإفساد الثاني لليهود هو ما نعيشه حاليا في فلسطين، وليس الإفساد الذي أنهاه الرومان قبل الإسلام، ويعتمد في جانب من رأيه على أن الآية التي جاء فيها بسورة الإسراء "ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً"، المقصود بها أن اليهود سيتم رد الكرة منهم على من هزمهم في المرة الأولى وهم البابليين، حيث يشير الشيخ بسام جرار إلى أن البابليين أصلهم "عرب" من الجزيرة العربية، وأن وعد القرآن الكريم قد جاء فيه أن التفوق سيعود لليهود على العرب، وهو تفوقهم الحالي باحتلالهم لفلسطين، ثم مع إفسادهم ستكون نهايتهم الثانية والأخيرة.
وإذا كان الشيخ بسام جرار العالم الفلسطيني الجليل المعجون بالصراع مع الصهاينة قد أحدث نقلة عن التفسيرات القديمة بأن جعل الإفساد الثاني لليهود هو المعاصر في فلسطين، وأن نهايتهم ستكون على يد "العرب"، فإن ما جاء في التفسير الرائع لفضيلة الشيخ الشعراوي الذي قرأته واستمعت إليه مؤخرا يتفق مع تفسير الشيخ بسام جرار في أن الإفساد الثاني لليهود هو المعاصر الآن من الصهاينة، لكن ما يتميز به على تفسير الشيخ بسام جرار فهو أنه قد توصل إلى أن نهايتهم ستكون على يد "المسلمين".
فقد توصل الشيخ الشعراوي إلى أن الإفسادين كانا بعد الإسلام ولم يكن أي منهما قبل الإسلام. وإستند في ذلك إلى أن الآيات قد جاء فيها "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ"، وأن المقصود بالكتاب هو التوراة. فلماذا يذكر الله سبحانه أمرا قضى به على اليهود في التوراة ثم يعود ويذكره من جديد في القرآن الكريم، وتأتي إجابة الشيخ الشعراوي المنطقية بأن القرآن قد ذكر هذين الإفسادين من جديد لأنهما يتعلقان بالمسلمين، ففي رأيه أن إفساد اليهود الأول كان في المدينة المنورة وانتهى بانتصار المسلمين عليهم في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام. وأن ما جاء في الآية: "ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً"، مقصود بهم المسلمين حيث يتفوق عليهم اليهود عندما ابتعد المسلمون عن منهج الله سبحانه، وأنه عند عودة المسلمين مرة أخرى لصحيح الإسلام فإنهم سوف ينتصرون على اليهود، مع الإشارة إلى أن الآيات التي تتحدث عن الإفسادين تنتهي بقوله تعالى: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا"، فهي بشرى في القرآن الكريم للمسلمين، ولم يتم الإكتفاء فيها بكلمة "المؤمنين"، وإنما "الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ"، لهم البشرى بالأجر الكبير والإنتصار على الصهاينة بإذن الله.


[HEADING=2] Bei Facebook anmelden [/HEADING]
Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.
www.facebook.com
www.facebook.com

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى