إيمان عبد العزيز - صالح مرسي / عمار الشريعي.. الجريمة الكاملة

هل يقاضيني أحد إن قذفت قبر صالح مرسي بالقباقيب لأمنعه من النوم الهانئ..؟
أو نشرت تسريبا يشي بكون عمار الشريعي عميلًا مزدوجا؟
طاه لئيم يعرف كيف يقشّر ثمار الحياة
ويخفي مذاق سوءاتها المر،
جَمَعَهُ القدر بسيكوباتيّ يمسك الموج من تلابيبه
-ومثلما "تزغّط" النساء بطها التعيس -
يحشر بين أشداق كل موجة لحنا
ثم يطلقها تعدو ..
جعلا مني قِربةً
تتوق لضم حليب الأرض
هل جرّبت شعور القِربة وقت الخضّ؟
واللحن باسط ذراعيه على باب الكهف/ أذني
يحجب عني تنمّر الأسواق على الجيوب الخاوية /
تكبيرات العميان للطواغيت والدمى/
غثاء خلايا الدم في ماكينات الغسيل الكلوي /
وزفرة الورق في مكاتب السفر والهجرة ..
رأفت!
العربيد كفّر عن كل هذا النشاز
بصلاة واحدة
فوق سجادة صنعها صالح مرسي من أوراق " السيلوفان"..
أقسم لكم أني شاهدته
يطارد مزوّري شرائط التسعينيات
في ميدان العتبة ..
ويقاوم بصدره العاري أبابيل الكارتون المدبلج
ويذود عن حقنا في قناتين يتيمتين
في مبنى الإذاعة والتلفزيون..
لأجله غفرت للنكسة ما خلّفته من بقع على قمصان أبي ...
واستمتعت ألف ليلة وليلة
بأسطورة النشوى التي أطاحت بوقار جدتي
حين اقتنت فرن المصانع الحربية،
وتوّجت بطاقة الدعم كيسها القماش..
ياااه .. يا عم رأفت
لن أسامحك أبدا
جعلتني أصدق أننا نستطيع التزلج على الصراط متى شئنا
ولا مانع أن نحمله معنا في سيارتنا " نصر ١٣٠٠"
ليشهد غزواتنا في المصايف وبلاد البترول السعيد ...
جعلتني أصدق أن علاقة ربطة العنق بالحناجر المصمتة انقطعت ..
وأن الموت سوف يهذّب وجهته
بعيدا عن كراريس الأطفال وقطارات الدرجة الثالثة ..
وها هي ذي القِرب عفت عليها الخلاطات الكهربية ..
وأدمن الأطفال النسكافيه واللبن المجفف...
وبعدما فشلت ابنتي في ترتيب ألوان العلم
أو تمييز النشيد الوطني عن أغاني الـ "bts”
حذفت حلقاتك الكاملة ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى