حيدر عاشور - تَفاؤل بداخلنا.. أن نعيش بسلام..!؟

تَفاؤل بداخلنا.. أن نعيش بسلام..!؟

حيدر عاشور

عام جديد يدخل في حسابات عصرنا، منا مـن يحتفل به، ومنا من لا يكترث به، لان عاما من عمره مضى، وهو لا يعلم أو يعلم.
عام جديد طموحنا فيه ليس مستحيلا، ولا يكلف ما تكلفه الحروب، وإنما طموح اقل من المشروع، والموضوعية، طموح يحمل أروحنا على أجنحة الفراشات الملونة الحالمة، وهي تطير في حدائقنا وحول بيوتنا. طموح أن نعيش مثل باقي العالم، وفي أية بقعة أمنة من ارض الله الواسعة، والمنتشرة في القارات السبع، فوق الماء، أو اليابسة، وليس بالتأكيد فوق القمر.. في سلام وأمان.

وان لا نسمع دوي انفجار حتى لو كان في باكستان، وان لا نرى طفلا يتيمنا مات والده غدرا، وأدارت الحكومة ظهرها له ولامه الأرملة، وأن لا نسمع بجريمة نكراء يقوم بها من هم مؤكلون على حماية الشعب، ويمثلون القانون على عائلة أمنة بحجة الإرهاب والحقيقة استغلال السلطة لسحق الأمنين. وان نتنقل على هوانا مرفوعين الرأس في أي مكان من بلدنا العراق.
أن نتذوق ماءنا وتمرنا ويذهب أولادنا وبناتنا إلى مدارسهم وجامعاتهم، معطرين بأريج السلام والوئام والحب. كفانا ما فات، وأثبتنا للجميع إننا شعب يحب احده الأخر، بعيدا عن نظرة الساسة ونظرياتهم ( التعبانة ) شعب ينتمي لنفسه، لجذوره، حتى وهو في الغربة، يغني لبلده ويعزف الحان الشجن، بدموع سخية.
وما الإحداث الأخيرة التي أنتجتها العقول الفتية في طلب الحرية والاستقلال ما هي إلا رجوع إلى الوعي الجمعي والحس الوطني والعالم اجمع والعراقيين، انبهروا بالفتوى الجهادية التي قضت على أكبر وحوش الداعشية.. ودون استئذان رفعت الأكف لباريها بالدعاء بالنصر على طغم الكفر والجهل والإرهاب الأعمى. وهذا لا يعرفه معناه غير من عانى الشك والتفرقة والطائفية وكابد فيها رغما عنه وهو يحب وطنه وأصدقائه وجيرانه وأصوله وقد غادرها ليتلون بلون مكانه وما حوله.
لقد دفعنا جميعا -الباقون، والصامتون، والماكثون في الغربة- ضريبة الانتماء والحب، لهذا الوطن وهذه ليست منة، وبقي أن نجني ثمار هذا الانتماء والحب، والثمار وهذه ليست مستحيلة، وإنما هي نتيجة لجهد من يوصل الليل بالنهار من اجل امن مستتب وعراق خال من الموت الزؤام .
عام جديد يدفعنا أن نتفاءل أولا بالقادم، وان نفتخر بصبرنا وجلدنا في مواجهة صعاب لا يتحملها غير العراقي المجبول بطينة العراق وتاريخه ثانيا. إما ثالثا، ورابعا، وعاشرا أن نعيش بسلام....!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى