علجية عيش - تغريدة لأمّي

أمّ اليتامى
تولت رعاية إخوتها اثناء الثورة، ثم تولت رعاية أبنائها بعد فقدان والدهم، و تولت رعاية أحفادها بعد وفاة ابنتها، لم تملك امي سوى بعض الحلي أهدتهم إلى ابنة حفيدتها من ابنها و ابنة حفيدتها من ابنتها
كانت تلك وصيتها قبل وفاتها و عاهدتها بأني لن أخون الأمانة و قد سلمت الأمانة إلى أصحابها بعد وفاتها باسبوع فقط و الله شاهد على ما أقول
كانت تفرح لفرح الناس و تبكي لألمهم، (تنحيها من فمها وتمدهالهم)
أمي ربتنا من مكينة خياطة و هي من تكفلت بدراستي
كانت بالنسبة لي هي الأم و الأب و الأخت و الصديقة و كل شيئ
كنا نبكي مع بعض و نضحك مع بعض ، لأننا كنا نسكن بمفردنا حتى الألم كنا نتالم مع بعض كانت تقول لي أشفقي على روحك أنت مريضة (ما تسيقيش كل يوم)، كما كنا نختلف في بعض الأمور، كانت ترى أمور ربما لا استوعبها أنا بحكم تجربتها الطويلة، كانت تقول لي اتركي عنك السياسة لطالما حفيت قدماي و أنا أناضل و لم أجن سوى الشقاء ( باعتبارها مناضلة في اتحاد النساء الجزائريات ايام الحزب الواحد ) و كان ردي أنا ابنة اسرة ثورية ، النضال يسري في دمي
لما أجرت عملية جراحية على عينها لكونها مريضة مزمنة بالسكري تسبب الطبيب ( سطيف) في تمزق الشبكية ، ففقدت بصرها قلت لها سنرفع به دعوة قضائية، كان ردها هناك عدالة الهية، و عاشت أمي فاقدة البصر
بعد أدائها العمرة كان حلمها أن تؤدي فريضة الحج لكن قدر الله و ما شاء فعل لم تحقق حلمها
سامحيني امي إن قصرت معك ، فقد رعيتك قدر جهدي و لا مزية لي
ارقدي بسلام فلن تشعري بعد الآن بالألم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى