محمد فايد البكري - الديك الذي يصرخ خوفا من اليوم القادم!

كل ديكٍ يعرف لعنة الليل.
الديك الذي يصرخ خوفا من اليوم القادم
الديك الذي لم يتعلّم
كيف يبيع صوته
يعرف أنه خطيب الطبيعة الأول.
ويعرف أيضا
أن المسافة بين الذات والآخر
مسافة الصدى.
الديك أعظم منبّه اخترعته الطبيعة
وضبطته على التوقيت الرسمي للحلم بيومٍ جديد.
الديك أول من أطلق صرخَة احتجاجٍ على الضوء
أول من عانى من الوضوح
وأول من واجه الحقيقة
وأول من خاف من تكرار الأيام.
الديك رغم تكاثر الميكروفات
التي توقظ الله كل فجر
وتحشد له في كل مكان
مايزال يصيح بانتظام.
لا يدري أحدٌ إن كان
يدرّب صوته على تبديد الوحشة
أم يذّكر السامعين بفضيلة الصمت؟!
الديك الذي لا يتخلى عن عادته القديمة
ربما يخاف أن يفقد معناه.
وربما يبلغ إحداهن أنه مايزال على قيد الحياة
ويستطيع أن يعيش بدونها يوما آخر.
وربما يحرس أحلام إحداهن.
ربما يذكِّرها باستعداده اليومي لأن يكون معها في هذا العدم.
ربما يصف لها قسوة أن تعيش وحيدا كل يوم.
الديك الذي أصابه الأرق الوراثي
لايدري أحدٌ إن كان يندب حظه المزركش
أم يدوزن وجع الرتابة؟!
الديك الذي ليس له وظيفة غير الصياح
يحاول أن يذكِّر الجميع أن الضوضاء هنا حقيقة الذات.


2008/5/23

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى