أ. د. عادل الأسطة - في وداع رسمي أبو علي: أن تكون كاتبا عربيا

التقيت برسمي أبو علي في ٢ / ٥ / ٢٠٠٩ أمام كشك أبو علي قرب البنك العربي في وسط عمان ، وقد سألت عن أعماله الكاملة واشتريتها وأصر على إهدائي إياها وأصررت على دفع ثمنها ، وكتب لي الإهداء الآتي :
إلى الأخ الأستاذ د.عادل الاسطة ، رب صدفة خير من ميعاد - ولعلها صدفة تعد بصداقة أرجو أن تكون مديدة "
وبعد ذلك صرت أتردد أحيانا على مقهى الكواكب الذي يجلس فيه يلعب مع أصدقائه النرد .
قرأت روايته " الطريق إلى بيت لحم " وقصصه القصيرة " ينزع المسامير ويترجل ضاحكا " وخصصته بمقال في الأيام الفلسطينية في ١٦ أيار ٢٠١٠ .
في كتابته عن تيسير سبول " شيء عن تيسير سبول " كتب عن أن تكون كاتبا في العالم العربي الآتي :
" وهكذا .. وهكذا علمنا من مأساة تيسير سبول المبكرة حقائق مخيفة عن وضع الكاتب في العالم العربي ونحن الآن نعلم أن أسوأ مهنة في العالم أن تكون كاتبا عربيا .. والأكثر سوءا ومأساوية هي أن تكون كاتبا حقيقيا .
عندها ستجد أن كل شيء يقف ضدك على الإطلاق .. وبعدها إما أن تختار ما فعله تيسير هربا من عذاب لا ينقطع أو أن تدرب نفسك بصبر عظيم أن تصبح ( سيزيفا ) آخر عليه أن يحمل الصخرة ويدحرجها كل يوم من رأس الجبل " ( ص ٤٩٩ ) .
المقالة الأخيرة التي نشرها رسمي أبو علي في أعماله الكاملة كانت تحت عنوان " عمان .. عاصمة الرصيف الأخير وحجر الزاوية الذي أهمله البناؤون " .
لقد غادر رسمي أبو علي عمان في ١٩٦٦ مرغما ولكنه كان يعرف أنه سيعود إليها مهما طال الزمن .
عاش رسمي أبو علي في المالحة وبيت لحم وعمان ودرس في القاهرة وعاش في بيروت ثم عاد إلى عمان .
عاش في القاهرة خمس سنوات لم تترك في نفسه أثرأ يذكر وزار بغداد زيارة يتيمة تركت أثرها في حياته لسنوات طويلة .
" إنني لا أزال أرقب الأمكنة في داخلي " .
كنت ألتقيه أحيانا قليلة جدا في مقهى الكواكب وهو مقهى شعبي أشرب الشاي والحظ اندماجه في لعب النرد ثم سرعان ما أغادر ، ولقد قرأت مجموعته الرصيفية الأولى " قط مقصوص الشوارب اسمه ريس " في بداية ٨٠ ق ٢٠ حين أحضرها محمد القيسي وفخري صالح من بيروت .
لقد شكل وآخرين ما عرف بأدب الرصيف في الأدب الفلسطيني .
رسمي أبو علي وداعا
عادل الاسطة
Adel Osta
٩ / ١ / ٢٠٢٠



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى