حسين عبروس - شجر الضوء...

عندما يأنس المرء إلى وحدته يحتمي المكان بنديّ روحه يطوقها،ويطوف به بعيدا عن تلك المخلوقات التي تنغّص حياته،وحده القلب من ينبض بالحب،ووحده من يوغل في تفاصيل التأمل الذي يقوّي مناعة الرّوح من أجل توحيد الخالق،ولا يعرف المرء حقيقة الكون إلا إذا انتبه لما يدور حوله من كائنات تزيد ،وتنقص في حجمها أمام عظمة الخالق، ومن هناك تتجلّى أسرار الخلق،وتتدفق ملكة الإبداع عند كل من وهب نعمة الموهبة،فالرّسام يرسم ما يترائ له أمام ناظريه،والشاعر يرصد خطوط الضوء في كل ماحوله،ليطوّح به الخيال بعيدا على عامة النّاس، والروائي يستعرض فضاءات السرد في ماحوله من سماع شخوصه،والموسيقيّ يحلّق في فلوات الروح بشجيّ النّغم الذي يسع الكون،وكل موهوب ينحني إجلالا لواهب الكون هذا الجمال.فهل يدرك كل واحد منكم أيها النّاس قيمة وعظمة الوحدة في خلوة الشاعر والمبدع؟ وهل يدرك كلّ واحد ،وواحدة منكنّ عظمة هذا الجمال الذي يرفرف بأجنحته في عوالم هذا الكون، ومهما فقد المرء جماله الطبيعي،أو تجاوز مرة الشباب الى الكهولة،إلا واكتشف ضوء الجمال الروحي الذي يستتر في أعماق القلوب والعيون المؤمنة.
لكم أيّها العاشقون للجمال، السائرون في ركبه أن تصنعوا من مواجد الروح منارات تطلّون منها على عوالم الآخرين، وتلقون بنديّ الجمال فوق أزهار وورود قلوب الكائنات من البشر.تأملوه جيدا علّه يزهر الحب خارج مساحات دوائر الحرب في نفوسكم .لكم أن تصنعوا من الكلمة موطنا للجمال ترفرف في سمائه النغمة الراقصة واللوحة الفاتنة التي تسبّح بحمد مبدع الكون.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى