أبو الهندي - تصبح بوجه الراح والطائر السعد

تصبَّح بِوجهِ الراحِ وَالطائِر السَعدِ
كميتاً وبعد المزجِ في صفةِ الوردِ
تَضمَّنها زِقٌ أَزبُّ كَأَنَّهُ
صَريعٌ مِن السودانِ ذو شَعرٍ جَعدِ
وَلَمّا حَلَلنا رأسَهُ مِن رباطِهِ
وَفاضَ دماً كالمِسكِ أَو عنبرِ الهندِ
وَجَدناهُ في بعضِ الزَوايا كَأَنَّهُ
أَخو قِرَّةٍ يَهتَزُّ مِن شِدَّةِ البَردِ
أَخو قِرَّةٍ يُبدي لَنا وجهَ صفحةٍ
كَلَونِ رَقيقِ الجِلدِ مِن وَلَدِ السَندِ
سَيغني أَبا الهنديّ عَن وَطبِ سالِمٍ
أَباريقَ لَم يعلق بِها وَضرَ الزبدِ
مُفدَّمةً قَزّاً كأنَّ رِقابَها
رِقابَ بَناتِ الماءِ أُفزِعنَ بِالرَعدِ
جلتها الجَوالي حينَ طابَ مِزاجُها
وَطَيَّبنَها بالمسكِ وَالعَنبَرِ الوَردي
إِذا أَنفَذوا ما فيهِ جاؤا بِمِثلِهِ
غَطارفةً أَهل السَماحَةِ وَالمَجدِ
تمجُّ سُلافاً مِن قَواريرَ صُفِّفَت
وَطاسات صفر كلّها حَسَنُ القَدِّ
كميتاً ثوت في الدنِّ تِسعين حجَّةً
مُشعشعةً في شربِها واجِبُ الحَدِّ
عَقار إِذا ما ذاقَها الشَيخُ أَرعَشَت
مَفاصلُهُ وازدادَ وَجداً إِلى وَجدِ
وَيَبكي عَلى ما فاتَهُ مِن شَبابِهِ
بُكاءَ أَسيرٍ في الصِفادِ وَفي القيدِ
فَيَومانِ يَومٌ للأَميرِ أزورهُ
وَيَومٌ لقرعِ الصَنجِ وَالرّاحِ وَالنّردِ
يَقولُ أَبو الهِنديِّ إِذ طابَ لَيلُهُ
وَحلَّقتِ الجَوزاءُ بِالكَوكَبِ الفَردِ
شَهِدتُ بِفِتيانٍ تَميمٌ أَبوهُم
حِسانُ وُجوهٍ مِن رَبابٍ وَمِن سَعدِ
أعلى