محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - في وجهي الدهشة حائرة

في وجهي الدهشة حائرة
أين موضعها من الوجه يا تُرى ؟
داست على شفتي السُفلى ،
تدلت كقطعة لحمة زائدة عن النطق
داست على الحاجب
فارتفع لأكثر من متر ، لأبدو و كأنني وجهان يُحاولان أن يتصافحا
وداست على اسناني
اسناني التي التفتت هلعة لأنها كانت شاردة
في مضغ وجه عابر
له مذاق نسيان منتهي الصلاحية
كانت تلك الدهشة
قد سقطت
من بين اصابعي
حين امتدت لتتشبث بها دون قوة
لأنها لم تكن حقاً لترحل ، وما كان للاصابع أن تجتهد
لأنها تبدو
وهي تجلس في المقعد المُقابل للعناق
مُلتصقة بحزني
وكأنها مُثبتة ببراغي
ولدت على صلة بألم ما داخلي
لكن مثل الظلال اللئيمة
تكشطها الاضواء
او تبعثرها
لم يعد لها أثر
ثم وجدتني ، في ذلك الشتاء الحار
اتنقل في ازقة الهواجس ، رث اللغة
يداي بارداتان
يُمسكان البارحة من مأزرها
الاحذية تسعل مشاويرها غير الضرورية خلف الممرات
والامطار
تترصد الصدر الفارغ بالسخرية
اتأبط الرغبة الموقوتة ، والطُرق الشريرة للسير ، وبعض الكُتب
لعلي
لعلي في تلك الازقة
اجدها في جسد مومس ، احتكرها للابد
او اقتلها فحسب
لكن
لم تكن هنالك ابداً
وحدي اتنصت للوجوه وهي تزفر ابناءها
كثوري موشوم بالفقد ، او كجندي يُتاجر بالذاكرة ، او كنعش مازال تحت الاختبار
اتجاوز اشارات المرور
القلب كقط شرير يموء وراء الستائرة المعلقة على الشُرفات ، الفضول اتجاه الدفء
والاجساد الساخنة التي تكشط بعضها ببعضها في الاعلى
والنعاس
كحارس لا يغفل
يُنبهني للتشرد ، بسيطاً انا كنجمة اُطلق سراحها
كمثانة فرغت لتوها اتأرجح بخبل
وافترش
حلماتك الواثقة من غوايتها
امطها
الى حيث تكون الانظار اخف حكة
اتدثر بالعصافير التي تنخر ببطء هناك
وانام
غير آبه
بجُرم استعارتك
لمسافة ابعد من قيلولة

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى