د. علاء كاظم ربع الموسوي - العنف واسبابه والحد منه

انشغل المجتمع العراقي بموجة شديدة من العنف ادت في كثير من الاحيان إلى الإطاحة بحياة الكثير من رجال السياسة والدين والعلم والكسبة والفنانين واصبح الفرد العراقي يعيش يومه بألم وحذر

تشير الدراسات إلى أن العنف في العراق نتاج عدة عوامل منها: السياسية مثل افتقاد المؤسسات السياسية للتعامل بالأنظمة والقوانين والثوابت الوطنية والحفاظ على حقوق المواطنين، والاستئثار بالسلطة وهذا يدفع الجماعات والافراد إلى استخدام العنف للحصول على مطالبهم.

العوامل الاقتصادية: وتتمثل بارتفاع البطالة والفقر وعجز الدولة عن تلبية الحاجات الاساسية للمجتمع كالعمل والتعليم والاسكان والعلاج وتزايد التفاوت الطبقي وغياب العدالة الاجتماعية مما يثير حفيظة الافراد وخاصة الشباب واللجوء للعنف.

العوامل الاجتماعية: إن اهمال الجماعات الاجتماعية وعدم استيعابها من الدولة يؤدي إلى ظهور العنف وكذلك يؤدي إلى تخندقات مجتمعية على شكل جماعات تهدد بعضها بعضًا.

العوامل الفكرية والثقافية: إن العنف يبدأ بالرؤوس قبل الفؤوس كما اشار العالم الامريكي (سكنر) ويعني أن الثقافة تؤسس وتوجه السلوك الاجتماعي والسياسي فإن غابت الثقافة تصدرت عوامل التعصب والعنف الفكري.

إن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج التلفاز والافلام السينمائية التي تبث صور العنف هي عوامل اخرى للعنف، وكذلك انتشار الالعاب كالأسلحة البلاستيكية والالكترونية تزيد من حدة العنف.
وهناك عوامل كثيرة منها البيئة والمجتمع والظلم والاستبداد والجهل والتعصب والعنصرية والعرقية والترف والقهر الاجتماعي الاضطهاد الديني .

ومن العوامل الاساسية: العصبية القبلية الموروثة والولاءات المحلية والنظام الابوي السلطوي ونعني به نظام ابوية العشيرة والدين والسياسة، واستخدام القبيلة السلاح خارج نطاق الدولة وتنفيذ احكامها العرفية كالقتل (والنهوة والجلوة والدگة) والثارات وغيرها.

وايضا من اسباب العنف في المجتمع العراقي بعد 2003 الاحتلال الاجنبي وما رافقه من ويلات واضطهاد وتأسيس جماعات متطرفة ادت لاتساع رقعة الطائفية التي شكلت منعطفا خطيرا في المجتمع العراقي

وكذلك من الاسباب هيمنة الاحزاب وتأسيسها قوات خارج سيطرة الحكومة وانفراد بعضها بالسيطرة بالقوة على مصادر الاقتصاد

وايضا كثرة الحروب والتصادمات بين القوات الحكومية والقوات المتطرفة ادى الى تأجيج العنف واشاعة لغة السلاح

إن الاقتتال الطائفي والتفجيرات الدموية التي تستهدف الديانات والمذاهب والاقليات والاثنيات كلها موجات عنفية لها اسباب منها السياسية واخرى تطرف ديني، وكذلك من العوامل الفساد الاداري وغياب الخدمات.

كيفية علاج العنف

لو تتبعنا الدراسات التي تشير وبلغة الارقام الى تأثير وسائل الاتصال الجماهيري والتلفاز على الاطفال، إن 36.05 ٪ من الاطفال يشاهدون التلفاز وقت الفراغ بينما يفضل 17.50٪ يمارسون الرياضة و8.15٪ يلعبون بالشارع ويخضع 61.37٪ لتأثير وسائل الاعلام المختلفة،
فالتلفاز ووسائل التواصل تفيدنا في كيفية الحد من العنف من خلال اطلاق برامج وافلام توعوية لمناهضة العنف، فالاطفال يتعلمون عن طريق تقليد المشاهد خاصة العنفية، هناك حوالي ثلث برامج التلفاز مثل المسلسلات البوليسية والافلام لا تتلقى الشخصيات السيئة اية عقوبة
وحوالي 49٪ من الابطال يقترفون العدوان ويقومون بأدوار جذابة، نرى إن غالبية افلام الكارتون محرضة على العنف والقتل.

إن الطفل يشاهد 2-4 ساعات يوميا سيترك الابتدائية وقد شاهد 8000 حالة قتل واكثر من 100الف مشهد عنف.

إن بعض وسائل الاعلام تعلم تقنية الجريمة المنظمة والتحريض عليها وتكسب الشباب سلوكيات شاذة ومنحرفة

إن التحول بالمؤسسات المسرحية والاعلامية إلى التدني الثقافي واختيار ألفاظ التحشيش وغيرها اثرت تأثيرا سلبيا وصارت تنتشر كالنار بالهشيم بين الافراد وخاصة غير البالغين منهم .

إن للحد من ظاهرة العنف في المجتمع العراقي يجب أن ترتكز على عدة مرتكزات:

إنهاء حالة عسكرة المجتمع والتوجه نحو مجتمع مدني خال من السلاح

تفعيل القوانين الرادعة لمرتكبي الجرائم

حصر السلاح بيد الدولة وانهاء سيطرة العشائر والاحزاب على السلاح والقوة

دعم البرامج الثقافية التوعوية واعادة انتاج برامج للأطفال على غرار افتح (يا سمسم والمناهل وابو الحروف ومدينة القواعد) والافلام الكارتونية التي تزرع المحبة والاحترام

إن الدولة اذا ما وفرت فرص العمل قضت على نسبة كبيرة من العنف المجتمعي الذي يتكون نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة

إن فتح المدارس وانتشارها يساهم في تطور المجتمع وثقافته

يجب تخضع المناهج للمراقبة الشديدة وتحرص على ابعاد الحروب والشحنات الطائفية منها

المؤسسة الدينية مسؤولة إذ يحب توحيد الخطاب الديني وابعاد بعض الخطباء ومحاسبتهم على نقل حوادث تاريخية تشير إلى احتدام التصارع بين المجتمع

هناك الكثير من العوامل التي تحد من العنف وعلى البرلمان تشكيل لجنة متخصصة والاطلاع على الدراسات العلمية بهذا الشأن

المصادر
العنف في العراق د. فريد جاسم القيسي

ابراهيم الحيدري سوسيولوجيا العنف

جون ب بايس حقوق الانسان في العراق

حسن علي الفتلاوي العنف السياسي في العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى