وأنت تتذكر

وأنت تتذكر
تأتي إليك النار وما تبقى من الجرح
مثل حياة لا تخطئ المعنى
تعرف الآن
أن النسيان صمت في عناقيد الروح
وأن الحب لا يكتب إلا برمش العين
تعرف أن تكون كما تشاء
كل شيء فارغ
يستسلم لنارك الطارئة
لهذه الثمالة الغامضة التي تمر
وتجعلك تضحك ،تغيم وتفصح
متعثرا بالوجوه ،بالمتع
وبكل البؤس الذي يصعد
ويصير مضغوطا غير قابل للسرد
الآن تفهم
أن وقتك وقت غير مهم
وأنك تصارع النسيان فقط،
بلغة متحشرجة
تبادلتها سرا مع العاصفة !
*
وأنت تتذكر
يقاسمك نحل صمتك
ويصعد من تحت جلدك كالمنشار
لمن تفرش هذا الرماد ؟
عبثا تستقرئ جثة في مستنقع
عبثا تحاول أن تستل خيط ضوء
لاشيء يقترب في خارطة
هي احتضار
ولا شيء يصعد غير قهقهات من غابة الظلمة
نارك انطفأت
وأنت لا تسمى
ارتح في بقاياك ! فلا طرق تخرج إليها
الوعد حلم ،والرهان شرفات
ضوء لمن سيأتي
ويرفعه صوتا ويدين
*
وأنت تتذكر
تستدعي زهرة الضرورة
هشاشة ،ربما قد تزهر في العتمة
آدم
أيها العاري أمام الضوء والظلام
جذورك تمتد في عزلتي
لا ألومك
أدين لك بخمرة التكوين
أتوكأ على جرح الغواية
وفي كهفها أبحث عن كلمات
أُغرق فيها هذا الشبح
وهذا الكوكب الحزين
ثم أرحل
*
وأنت تتذكر
يصعد نهر
يصعد زجاج على إيقاع ضباب ملتهب
وعصافير مبقعة بالحسرة تؤثت
غرفة في الرأس
لكني بلا أغصان
خطواتي مفتوقة
لا ألتقي بي
لا لغة ترممني
إني الشظايا مغلقة
لا أنتظر شيئا ،جهاتي لا تشرق
وولاداتي طُحنت
أيها النداء ،أيها النهر الذي كان
أيها القادم ما الذي سيسكنك ؟
أستعرف هذا اليتم ، وهذا الهواء !
*
وأنت تتذكر
تزيغ عيناك في صور
فقدت ألوانها
أرضك الآن غامضة
ترن فيها أصوات
تحيا فيها وتعيش في عزلتك
وتفهم ريح اللامبلاة إذ تهب
تعب التاريخ من الوهم
وتعبت الرؤيا من الغبار !
قطرة من صقيع تراها الآن
تتمرغ فيك ،
في الذي يختفي

مارس ٢٠٢٢

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى