محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - اسمع حشرجة او وشوشة حامضة

اسمع
حشرجة
او وشوشة حامضة
انا
القادم من نتانة الارض و من عفوية العدم في افشائه للحياة
ساموت في المنعطف القادم
اشعر بالاشجار
كُانثى تستحم ، انفتح بابها على حفل ضاج بالعيون
تضم اغصانها ، لتخفي عانتها
ساموت في المنعطف القادم
الاشجار البخيلة ، لا تملك لي تابوتا
الحبيبة المجروحة
في الصور ،
في العناق ،
في المشوار الذي قادنا الى ليلة بلا قمر
لا تملك لي دموعا
امي لا تملك من تتهمه
ابي لا يملك مخاوف تكفي من الرب
على ابنه
الاعلام الوطنية افلست اقمشتها ، فُصلت سراويل داخلية لاعضاء البرلمان
لا تملك لي حتى طلقة وداع
الاصدقاء تنقصهم البيرة ، والخير الذي قد يذكرونه
ساموت في المنعطف
أمامي القليل جداً ، لافعله
حانة سادخلها ، بارجل مُشاغبة تُريد أن ترقص في كل المُدن
داعرة نهداها ممتلئتان بالاعشاب البحرية
يُقنعني الحليب بأنني مركب
وبيوت طرفية
ساطرق ابوابها اتسولهم بعض الجوع
فمعدتي ممتلئة بالخوف
وبالاطفال الذي هربوا من عناق ، نحو هراوات الشرطة
ساموت في المنعطف القادم
لن اغير الطريق
لكنني سافاوض الرب حول الاخطاء التي لم ارتكبها
اُريده أن يغفر لي ما لم ارتكبه
اما
النساء اللواتي ارتكبتهن على الورق
فقط سقطن عن الاكتاف
حين لمحنا المنعطف
سأموت في المنعطف القادم
ليس هناك الكثير لاحكيه حول الوجوه البليدة ، حول الصداقات المُخلة فيما يتعلق باقتسام المشنقة ، حول المخبرين الذين يرتدون الواقي ويختبئون في عنق الذروة ، حول الاجساد التي تكتنفها الاغبرة الثمينة ، ومستحضرات البقاء على قيد المصنع ، حول البكاء الذي لا يستأذن الجرح في الجرح ، حول الربيع الذي خلع هوية الربيع
واصبح مُتفرجا في اكتئاب العصافير
ساموت في المنعطف القادم
مسحوباً بقطار
قادم من حُلم ، نحو وسادة مفرغة من النساء ، ومكدسة بالشرر ، محبوساً في لفظة اسوارها شقياتي من رحم صفصافة ، قهرتها النمائم الخسيسة
فاستحالت لصبار
سأموت مركولاً بذكرى ، مسلوخاً من نهد لم اُحسن مضغه ، مشنوقاً بفم لم اشتهيه ، مُتسمماً بليلة افرغتها النوافذ من نسائها
ساموت في المنعطف القادم
وسيماً كُحزن الشعراء سامشي ، في الوجه تتنزه الحقول على امشاط حنطتها ، تواسي الجوعى بذكريات العدم
ساربط حصاني ، في ظلال الموتى الذين تملصوا من انفسهم ، في زحام الايدي
ساتبول في الذين عمدوني قبل عِدة نساء ، كمحارب يُجيد التملص من الحب
لاثبت لهم كم كان الحُب مفعماً بالمطر
ساموت في المنعطف القادم
لكنني ساحرص
قبل المنعطف ، مثل ارهابي متمرس ، سافخخ الروح
فلنمت معاً
أيها الموت
نكاية بالراكضين خلفي
نحو المنعطف


عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى