أريج محمد أحمد - المرور من تحت إبط الموت

مشغولة جدا أنا هذا المساء
أكرر على رئتي
شهيق زفير
زفير شهيق
خائفة جداً أن تنسى
واحدة منهما
فتُطبق على قلبي
فينطفئ بناقص
شهقة ربما
أو يعلق في نافذة زفرة
بلا بلور تكشف
للمارة صدى السعال
في تجاويفٍ منهكة بالتنفس
شهيق زفير
اليك عني أنت وترهاتك
التي كم أضعت
الكثير من الوقت في محاولات عقيمة
لأخلق منها قصة
جديرة بالسرد
على مسامع الكتابة
أن أكتبك بطريقة
تخطفني مني
كانت هذه أمنيتي
ولكنك عادي ... عادي جداً
شهيق زفير
مشغولة جداً أنا
هذا المساء
لدرجة انني
لن أتناول قهوتي
كقرار احترازي
فالتصاق الفنجان
باصابعي يترك انطباعاً
حميمياً جداً في منطقة
اللاوعي عندي
وأنا مشغولة
لا وقت لكل هذا
الترف ...!!!
رفاهية الرغبات اليومية
التي تقف على الحد الفاصل
بين قدرتنا والاختيار
حين تصبح رهينة
العجز تبدو الحياة
ضيقة جداً
كقناع التنفس
يخبرك في كل مرة
هذه اللحظات
التي تعيشها الآن
من خلالي
زائفة .. !!!
شهيق زفير
زفير شهيق
أريد لحظاتي الصادقة
هناك من خلف القناع
أريدُ أناي
الواقفة مني على بعد
نسبة الأكسجين
تحمل في حقيبة يدي
صوتي
خطواتي
مرآتي
فنجان قهوتي
جرس المنبه
وضفائر ابنتي
شهيق زفير
زفير شهيق
مشغولة أنا هذا المساء جداً
متى يعاود صوتي السفر في الأسماء
متى ترسم خطواتي في أروقة منزلي تفاصيلي اليومية ...
وجهي ... لاتعرفه مرآتي
فنجان قهوتي ... يخاف أن تكسره الوحدة
جرس المنبه .... مازال يرن
أسمعه
رغم أصوات الأجهزة
التي تقول :
أنتِ ... على ... قيد ... حياة ... مزيفة
وتترك ندبة
في الفراغ الذي
يكبل ماحولي باللاجدوى
ضفائر ابنتي فقط
كانت تعرف انني
عائدة
وانتظرتني
باحلام ملونة على وسادتي ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى