محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - اجلس القُرفصاء

اجلس القُرفصاء
على ارضية الصمت
تهتز القافية في ارجاء باحة قصيدة مُهملة
تتسول الترتيب
والليل يبحث عن نافذة
ليعبر ، الى دهليز الذاكرة الخربة
دون إن يكشفه
هذيان الضوء الثمل
والكأس نصف الفارغ
يتحنط في مشهد حزين ، يخشى الفراغ
وحتماً سيفرغ
وانا اعبث
بكومة مفاتيح في يدي
لكل منها قُفل يفتحه على بوابة ما
وجميع البوابات تقود الى موضع ما
ولكن
ليس جميع المواضع
تصلح للاستناد
بعض المواضع هي اضرحة لجثث
لم تُدفن بعد
________
الاعشاب الضارة
تزحف على الضباب
تتصنت حديثا حميميا ، بيني وبين كأس لم يفرغ بعد
والبراغيث تُقيم حفلا صاخبا
حول اُذني
والمدينة تُعاني من الحجر الصحي
وانا اثمل
والمدينة تحتجزنا في مدى ضيق
اسمه الصمت
ونحن نصمت
المدينة تلطم الشارع بالازمات
وتصرخ في وجه العابرين
اششششش
(ليس الوقت للزيارة)
وانا اثمل اكثر
و يُخيل لي أن كوباً من الماء انسكب على الضباب
واصبح الضباب ليناً
(كالطمي بعد مشاجرة حادة بين النهر والضفة )
ما علي سوى
إن امد يدي
لاخلق من الطين الضبابي شيئاً
كنت اود إن اخلق مركباً لاطير
او طائرة لاُبحر
اجل الاشياء في الضباب مختلفة
فالجيف تغرق الى عمق البحار
بينا يطفو الحديد
وثِقل الاحياء
لكنني لا اشيد مركباً او طائراً
اُشيد معطفاً
رغم أن الجو حار
ثم اُحطمه
الاشياء التي تُبنى في الضباب
هي اشياء
آيلة للتحطم قبل البناء حتى
وانا اكمل الكأس الاخير
وانام
لاُحاول
خلق طين من حطام الحلم القديم
لعلي انجح في صنع معطف
او سفينة
او طائرة
تحيا ابديتها معي

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى