فالح الحجية الكيلاني - الموشحات والازجال الاندلسية

الموشحات
-
الموشح منظومة شعرية مؤلفة من اربعة عشرا بيتا على الاكثر على وزن ايقاعي غنائي معين وقد يزيد او ينقص عن ذلك
والموشح هو وزن من اوزان الشعر العربي الماءلوفة في الشعر العربي الا ان اواخره موشحة اما بجمل متوازنة متحدة القوافي يؤتى بها في اخر كل مقطع من مقاطع الموشح العديدةاو موشح بقواف ثنائية او ثلاثية اورباعية
ظهر الموشح على حقيقته كفن قائم في بلاد الاندلس لاول مرة أي ان الموشح قصيدة كانت موجودة في الشعر العربي وتطورت وفق تطور الحياة العربية في الاندلس وما املته هذه الحياة في تلك البلاد من ايجاد نوع من الشعر احتاجته الاذن العربية او النفس العربية هناك ليتفاعل معهما في الغناء والنفس الطرية التواقة الى كل جميل وجديد
اول من ابتدع الموشح في شكله الجديد في العربية الشاعر الاندلسي -مقدم الغريري – وقد اكثر الشعراء بعد ذلك من نظمه والتغني به وانشاده كثيرا في دواوين وبلاطات الامراء الاندلسيين أي كانه ابتدع من قبل شعراء هذه البلاطات والداخلين في خدمة الامراء والخلفاء في تلك البلاد وذلك لحاجة هؤلاء الى الغناء والطرب وباساليب ومعان جديدة واضحة المعاني جلية الصورة سهلة الاسلوب تشنف الاذان وتطرب السامع بالحانها الجميلة وكلماتها الفياضة الداخلة الى القلب مباشرة فتسرالقلوب وتبهج النفوس
ومن هذه الموشحات هذا الموشح الذي يتغنى به المغنون لوقت قريب
ياحلو يااسمر غنى بك السمر
رقوا ورق الهوى في كل ما صورا
---------------------
ما الشعر ماسحره ما الخمر ماالسكر
يندى على ثغرك من انفاسك العنبر
--------------------------
والليل يغفو على شعرك او يقمر
انت نعيم الصبا والامل الاخضر
ما لهوانا الذي اورق لايثمر
-------------------------
قد كان من امرنا ماكان هل يذكر
نعصر من ر وحنا اطيب ما يعصر
----------------------------
نوحي الى الليل ما يبهج او يسكر
نبنيه عشا لنا ياحلو يا ا سمر
------------------------------------
الا زجال
----------------
الزجل هو الصوت المردد او المتسق بالاطراد والاستقامة وقد ظهر لاول مرة في الشعر العربي في بلاد الاندلس ايضا واول من انشد وتغنى به الشاعر العربي الاندلسي ابو بكر بن قزمان في القرن الخامس الهجري أي قبل الف سنة تقريبا ثم انتشر بعد ذلك بين شعراء الاندلس وانتقل وشاع في البلاد العربية الاخرى وبالاخص في لبنان وما حوله لتقارب البيئة الاندلسية من البيئة اللبنانية جمالا ورقة ولتشابه الاجواء الطبيعية بينهما
والزجل نوع من الانشاد العربي القريب الى اللهجة االعامية او هو شعر سهل الالفاظ يحسبه السامع انه من اللهجة العامية لسهولته وتطويعه القريب في الغناء وقد جاء على اوزان مختلفة وربما تكون غير مضبوطة الوزن الشعري يضبطها اللحن والتناسق الموسيقي المتجاوب معه أي يفضل فيها التناسق الموسيقي او الانغام الموسيقية على الوزن في حالة التفاضل بينهما ولو انهما الواحد يكمل الاخر بحيث يعدها السامع متناسقة ماءلوفة وقد قربت الى اللهجات العامية منها الى الفصحى في اغلب الاقطار العربية فيما بعد تبعا لطبيعة البلد وحاجته الى الغناء
- راجع مقالتي النغم الايقاع في كتابي في الادب والفن – ولكي لا اطيل فمن الزجل هذه الابيات الشعرية المغناة –
فلا بثقهم ينسد ولا نهرهم يجري
خلو ا منا زلهم وساروا مع الفجر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى