د. سيد شعبان - من رجال التربية والتعليم.. المعلم الراقي!

تستطيع أن تصفه بمن وهب مكارم الأخلاق؛ فقد رزقها كما يرزق المرء بأبيه سيرة عطرة؛ ذلكم هو الأستاذ رياض رزق الجرواني؛ عرفته في غدوتي أو روحتي من المدرسة ألقي عليه التحية إذ كان بيتهم ومايزال عند ناصية شارع طويل يبدأ بالزراعية وينتهي بالزاوية؛ أكتشف الناس وأتعرف الأمكنة؛ فيدلني بخبرته؛ ويشجعني برأيه؛ والطفل يحتاج دليلا ويرجو معينا!
تجده باسما مرحبا فتشعر ناحيته بالحب؛ سألت أبي عنه فقال هو ابن الشهيد رزق؛ بالكفر شهداء قدموا دماءهم في سبيل الوطن!
أبادله التحية فكان يهش في وجهي؛ ثم بعد صار معلما؛ وتلك عناية الله تختار صفوة الناس ليكونوا مشاعل تبدد ظلمة الجهل؛ امتاز أ. رياض بمهارات عدة إذ كان رياضيا يجيد كرة القدم؛ تستطيع أن تجد فيه سعة الصبر وتحمل مشاق الحياة في كفر يعاني تدبير أمر المعيشة؛ غير أنني وجدته يمتاز بالرضى يزين خلقه؛ في حزم لايتحمل التقصير؛ فقد ورث معلميه الكبار فطنة وعزيمة!
وعيته ابن الشهيد وظلت تلك صورته في نفسي؛ لحرب اليمن نزف فيها دم خيرة جنودنا!
أحمد في أولاده برهم به؛ وراثة امتازت بحسن الخلق؛ فذا البر الذي لاينكر والفضل الذي لايجحد!
في كفرنا تستطيع أن تحدد سمت طبقة الأفندية؛ جاءتهم من الآباء المؤسسين؛ الشيخ فتح الإله الصباغ؛ والشيخ محمد الجماجموني؛ ولحق بهم أ. مسعود السهيت؛ فأبدعوا تعليما وتهذيبا؛ آتى ثمره؛ خلف حملوا الراية؛ فجاء أ. رياض الجرواني على قدر من التهذيب والتربية!
خفيض الصوت في غير ضعف؛ حازم الرأي في غير شطط؛ أكاد أجده في حصتي وبين طلابي؛ فالتعليم قدوة وتمثل خبرة!
تلك صفحة آثرت أن أكتبها عنه في لمحة وفاء؛ وهل أجدر من المعلم نوفيه بعض حقه؟
رحم الله من تركوا في أرضنا غرس الفضيلة!

1654264897252.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى