علجية عيش - كوارث في مشروع ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة العبرية

انتقاد لاذع لواقع الترجمة في الجزائر و "الأحادية" هي أكبر مشكلة تعاني منها الثقافة العربية

( هل يمكن أن نحقق "الندية" مع حضارات عريقة سبقتنا بقرون؟ )


كانت أوراق ناقشها مختصون في الترجمة خلال ندوة نظمها مخبر الدراسات التعليمية و القرآنية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية حول اللغة الثانية و البحث اللغوي و الأدبي و الواقع الذي تعيشه الترجمة في الجزائر و كيف انحدرت اللغة العربية و هي في عقر دارها و يخاصة في الجامعة الجزائرية التي قال عنها مختصون أنها فرانكفونية و ذلك لأن أبناؤها أهملوها كما أن الإدارة سيطرت على البحث العلمي في الوقت الذي أصبحت اللغة الثانية "نفعية" لأنها تتماشى مع متطلبات السوق و وجود المهاجرين وقد فرضت على الآخر "التبعية" ، البروفيسور رابح دوب و هو من النخبة المثقفة في الجزائر و رئيس سابق لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية مختص في الترجمة و يتقن عدة لغات: ( الفرنسية، الإنجليزية، الفارسية ، الصينية و العبرية) كشف أن مشروع ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة العبرية وقعت فيه كوارث في التعريف بمعاني الآيات

جاءت هذه الندوة على هامش المشروع الذي تقدم به طالب صيني لمناقشة رسالة دكتوراه باللغتين العربية و الصينية حول اللغة الثانية ، و قد طرح مختصون خلال هذه الندوة
وجهات نظرهم مع تحديد المصطاحات و المفاهيم التي بدونها لا يمكن ترقية أيّ لغة و فهم مفرداتها و معانيها ومقارنتها مع اللغات الأخرى قدم المشاركون تجربته و كيف تعاملوا مع اللغة الثانية و ماهي العقبات التي تواجه البحث العلمي في الجزائر و إشكالية أخرى تتعلق بتقارب بعض اللغات كما نلحظه في اللغة العربية و الصينية و أوجه الإختلاف بينهما، حسب البروفيسور رابح دوب و هو مدير مخبر و إن كان هناك تشابه بين العربية و الصينية في بعض الكلمات فإن الفرق بين اللغة العربية و اللغة الصينية هو أن هذه الأخيرة تقوم على نظام المقطع و التنغيم عكس اللغة العربية التي تقوم على الحرف مقدما أمثل تطبيقية حول العلاقة التي تربط اللغتين، و قال البروفيسور رابح دوب أن اللغة الصينية هي أقدم لغة حيث ظهرت بخمسة آلاف سنة قبل ميلاد اللغة العربية و لذا أولت الحكومة الصينية اهتمامها بما تقدمه الجامعة و قال البروفيسور رابح دوب أن الشعوب نهضت بلغاتها قبل ان يضيف بأن اللغة الصينية اليوم اصبحت مطلبا ضروريا إلى جانب اللغة ألإنجليزية، ما كشفه البروفيسور رابح دوب و هو مختص في الترجمة و يتقن عدة لغات: ( الفرنسية الإنجليزية، الفارسية ، الصينية و العبرية) كشف أن مشروع ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة العبرية وقعت فيه كوارث في التعريف بمعاني القرآن ، لدرجة أن التجرمة أصبحت أزمة مثلما اشار إلى ذلك الباحث حسين دواس و ما تعانيه الساحة العلمية من نقص في المترجمين، و إن وجدوا فإنهم لا يمتلكون الأداة الحقيقية لتفكيك معاني الكلمات.

فمن خلال دراساته وقف هذا الباحث على أكثر من 3000 كتاب و وثيقة حول الجزائر ثقافيا و اجتماعيا و أنتروبولوجيا قال انها لمتترجم إلى الآن و كان أهم كتاب حول النقد الأنجلوامريكي الجديد و اثره في النقد العربي المعاصر هو الآخر غير مترجم مقدما الصورة التي رسمها الفرنسيون عن الجزائر و معرفة تركيبة المجتمع الجزائري، و قد سبق له و أن نبه وزارة الثقافة و التعليم العالي و البحث العلمي بوجود هذه الكتب و الوثائق الغير مترجمة و أضاف أن العديد من المراسلات الواردة من وزارة التربية على سبيل المثال هي باللغة الفرنسية و اقترح تشكيل فريق لترجمتها و وضعها تحت تصرف الطلبة و الباحثين، إلا أن مشروعه ظل حبر على ورق و لم تأخذه الوزارتين بعين الإعتبار، و قدم المحاضر رؤيته لما تقدمه النظرية الأنجلوأمريكية التي حققت الهيمنة الفكرية بفعل سطوة اللسان الإنجليزي، منتقدا في ذلك الجامعة الجزائرية التي قال عنها أنها جامعة فرانكفونية و السبب كما قال هو لأننا مازلنا متشبثين بالأصول الفرنكفونبة، من وجهةنظر هذا الباحث فإن " الأحادية" أكبر مشكلة تعاني منها الثقافة العربية منذ العهد العباسي إلى اليوم، و قد ترجمت الأداب و الفلسفات الأجنبية إلى اللغة العربية ماعدا الأعمال العربية لم تترجم إلى لغات أجنبية و بخاصة في الجزائر ، السبب كما قال لأن المجتمع الجزائري لا يؤمن بالتشاركية و الجماعة و لهذا فشلت مشاريعه، فالأزمة كما يرى هو هي أزمة تواصل أجيال مشيرا في نفس السياق أن هناك العديد من الترجمات فيها مغالطات و خاصة الترجمات التي يقوم بها المشارقة، ماذا عن الخطاب الإسلامي في الإعلام الجزائري؟، كانت الورقة التي طرحت فيها الباحثة مفيدة بالهامل رؤيتها للخطاب الإسلامي في الصحافة المكتوبة معتمدة على يومية وطنيتين ناطقتين باللغة الفرنسية و جريدة المجاهد دون أن تحدد هذه الأخيرة إن كانت المجاهد الناطقة باللغة الفنرسية أم اسبوعية المجاهد الناطقة باللغة العربية و لسان حال جبهة التحرير الوطني المتوقفة حاليا، و هذا من باب إبراز مدى تمسك الإعلام الجزائري بالحياد العلمي، وتقف الباحثة مع موقف الدكتور دواس عندما قالت أن الصحافة الفرانكفونية هي التي تصنع الأحداث و تصنع القرارات.

ولعل اللغة الثانية تماشت مع متطلبات السوق و وجود المهاجرين إلى حد أنها أصبحت "نفعية" وهذه وجهة نظر باحثة أخرى التي ترى أن اللغة الثانية فرضت على الآخر "التبعية" و لذا بات من الضرورية خلق وعي حول اللغة الأجنبية كمقاربة اي الوعي بالخصوصيات و المصوغات المختلفة و هذا لا يتم إلا عن طريق البحث عن "الندية"، فالمقارنة بين اللغات ضروري جدا لمعرفة قيمة اللغة التي نتكلم بها و التي نتعلمها و هو المقترح الذي تقدم به الدكتور عبد العزيز جودي الذي اعتمد على الجانب التاريخي و القداسي في اللغة العربية، مشيرا أن علماء الغرب حاولوا نزع القداسة من اللغة العربية لنها لغة القرآن و يقف المحاضر مع موقف من سبقوه عندما قال أن اللغة العربية أذلها أهلها و أهانوها في عقر دارها و في كلية الأداب و هذا عيب و عار، و انتقد آخرون الطريقة التي يستخدمها الطلبة و حتى الباحثين في عملية الترجمة و هي الإعتماد على محرك البحث google traduction، و ما يقع من أخطاء اثناء الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية و بخاصة القرآن الكريم و هذا بسبب يتميز به من إعجاز و إيجاز، و السؤال: كيف نحقق الندية مع حضارات سبقتنا بقرون كالحضارة الهندية و الحضارة الصينية وحتى الحضارة الفارسية و حضارات أخرى والجزائر التي هي جزء من شمال افريقية لم تفصل في هويتها بعد إن كانت عربية أم أمازيغية و حتى العالم الثالثل الذي لا يزال يعتمد على العالم الغربي في استيراد التكنولوجيات وظل بعيدا عن ألإبتكارات و لم يجد الآليات لمواجهة خطر العولمة، حتى أنه فشل في ـأمين غذائه لشعوبه ؟
علجية عيش

مقال لاحق حول رؤية مؤرخ جزائري للعلاقات الثقافية العربية الصينية​

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى