محمد عباس محمد عرابي - شعر أبي الحجاج يوسف الثالث ملك غرناطة.. دراسة موضوعية فنية للباحث شريف عويصة

شعر أبي الحجاج يوسف الثالث ملك غرناطة دراسة موضوعية فنية دراسة مقدمة من الباحث: شريف عبد الحليم محمد عويضة لنيل درجة الماجستير في الأدب العربي والنقد الأدبي إشراف: الأستاذ المشارك د. عبد الله رمضان خلف مرسي أستاذ الأدب والنقد المشارك كلية اللغات بقسم الأدب والنقد فبراير جامعة المدينة العالمية كلية اللغات قسم الأدب العربي والنقد الأدبي2014م ،وفيما يلي عرض لمكونات الدراسة ونتائجها كما ذكرها الباحث :
مكونات الدراسة :
الفصل الأول: عصر بني الأحمر(آخر عصر إسلامي في الأندلس) :
وتحدث الباحث فيه عن دولة بني الأحمر من حيث المؤسس، وتأسيس دولتهم، ثم عن مدينة غرناطة ووصفها، ثم سقوطها في يد القشتاليين؛ ثم تحدث الباحث عن أعمال بني الأحمر الثقافية من فنون وآداب.
*الفصل الثاني : الملك يوسف الثالث:
تحدثت فيه معرفا به؛ اسمه ولقبه ومولده، ثم ثقافته، مرورا بفترة سجنه ثم خروجه وتوليه عرش غرناطة.
الفصل الثالث:
جاء في خمسة عشر مبحثا هي أغراض شعر يوسف الثالث؛ كان على رأسها(الغزل والوصف والفخر).
الفصل الرابع: البناء اللغوي في قصائد الديوان:
وتناول أحد عشر مبحثا حلل فيه الباحث الديوان فنيا بدءا من البناء اللغوي، واللغة الشعرية، إلى المحسنات البديعية، والاقتباس والتضمين..إلخ.
الفصل الخامس: بناء الصورة الشعرية:
وقد احتوى الباحث على خمسة مباحث تناولت بالدراسة التشبيه والاستعارة والكناية، وتوظيف الحواس، وصور الطبيعة في الديوان.
الفصل السادس: الموسيقا والبناء الصوتي:
وفيه قام الباحث ببحث ثلاثة مباحث هي:
الموسيقا الخارجية، ثم الموسيقى الداخلية، ثم الموشحات الأندلسية، وما بالديوان من موشحات.
ثم الخاتمة وأهم النتائج، ثم الفهارس فالمراجع والمصادر.
نتائج الدراسة ومقترحاتها :
توصل الباحث لعدة نتائج، نذكرها بنصها كما ذكرها الباحث على النحو التالي :
- كان لتأثير سنوات سجن يوسف الثالث الأثر البالغ في إنضاج تجربته الشعورية، إن لم تكن هي الباعثة عليها والمفجرة لها؛ ثم تتابع المصائب والمفاجع؛ فيوسف الثالث لم يكن يقول شعرا، بل كان يتألم شعرا، ويتنفس شعرا.
2- ديوان يوسف الثالث، ديوان ضخم غزير حوى (308) قصيدة؛ بعدد أبيات بلغ أكثر من(3200) بيت، اكتظت بحُمم الفخر والحماسة في عظمة وأبَّهة، وسالت منها نسمات الغزل والوصف في رقة وعذوبة.
3- نظم يوسف الثالث في أغراض الشعر العربي كلها، من الوصف، والغزل، والحماسة، والفخر، والمدح، إلى الزهد، والحِكم، والرثاء، إلى آخر تلك الأغراض؛ وكان النصيب الأكبر للغزل والفخروالوصف.
4- نظم يوسف الثالث ديوانه على (19) بحرا من البحور الخليلية المشهورة وكان في مقدمتها (الطويل، ثم الكامل، ثم البسيط)؛في توافق تام مع الشعراء العرب القدامى في اختيارهم لأوزان شعرهم؛و كان مجاله في الطويل أرحب وأوسع منه في غيره حيث نظم عليه (40%) من قصائدة.
5- كثرة مخزونه من الشعر العربي قديمه وحديثه؛ لذا كثر في شعر يوسف الثالث المعارضات لمن سبقه والتضمين ممن أعجبه؛ فكان شعره شعرا أصيلا، وامتدادا لشعراء العربية العظام، سائرا على دربهم؛ وجاء التجديد جليا في الموشحات، والمخمسات، والغنائية الموسيقية، وتنوع القافية، وفي الوحدة العضوية في بعض قصائده.
6- تعدى يوسف الثالث مرحلة أنه شاعر إلى مرحلة الناقد الأدبي، وقد قام بنقد بعض الأعمال الشعرية وعلق عليها، وعارض بعضها مصححا لها؛ وله من التعليقات الأدبية والتاريخية الكثير؛ منها التعليق الذي يشرح فيه ظروف تأليف كتاب "الإحاطة" لابن الخطيب، وقد أثبت ذلك "المقري" في كتابه "نفح الطيب"؛ وأكثر من هذا أنه قام بدور المحقق، فقد ترك كتابا جمع فيه أشعار الوزير ابن زَمْرك شاعر الحمراء في وقته أسماه:"البقية والمدرَك، من شعر ابن زَمْرك".
7- أحاط يوسف الثالث بعلوم اللغة العربية؛ كالبلاغة والعروض ناهيك عن النحو والأدب، كما أوغل في علوم الحديث ومصطلحه، والقرآن وعلومه، وألمّ بالتاريخ وحوادثه، وقد أفاد من هذا في معالجة أغراضه والتعبير عن مشاعره، واقناع مستمعيه.
8-ظهرت جليا الروح الدينية وهي تسري بين قصائده، وبخاصة في قصائد الرثاء؛ ومن خلال اقتباساته الكثيرة من القرآن والسنة؛ وكان لها الأثر البالغ في ترفعه عما اشتُهِر به الشعرُ الأندلسي من الغزل بالمذكر أو من الغزل الصريح؛ فخلا ديوانُه من كل قبيح، واستعاض عنه بجمال الخيال وروعة العفة.
9- اعتمد يوسف الثالث على الإيحاء الرمزي في صوره وأغراضه، وبخاصة في الغزل.
10- ظهر في شعره مصطلحات المتصوفة -التي كانت شائعة في عصره-؛ غير أنها كانت قليلة.
11- جمع في شعره بين ما هو ذاتي خاص، وبين الموضوعي العام؛ فكان شعره وثيقة تاريخية، وبخاصة الشعر السياسي منه.
12- برع في استخدام البناء الدرامي في بعض قصائده، بتنويعاته المتعددة: من حوار داخلي، وحوار خارجي، وسرد..في تأكيد على الصراع النفسي، والمشاعر المتداخلة والمتباينة التي عاشها.
13- يوسف الثالث شاعر مطبوع، عفوي الصنعة غير متكلفها؛ جاءت أغلب قصائده ارتجالا آنيا؛ ومع ذاكفما دخل إلى بيت إلا وسَرَت فيه روحه وأسكنَ فيه ما يلائمه من كل بديع.
14- على الرغم من عظمة الديوان وأهميته، إلا إنه لم ينل حظه من البحث والدراسة، ولا الدقة في التحقيق والتخريج.
15- توضيح بعض ما غُمّ على الدراسات السابقة عن حياة يوسف الثالث، وفي علاقته بملك فاس؛ وكذلك التعريف الصحيح بمن جاء ذكرهم في الديوان من ملوك أو قادة، أو أماكن.
16- إحصاء البحور التي نظم عليها، وكذلك حروف الروي وترتيبها ترتيبا بيانيا، يُنبئ عن ذوقه الموسيقي.
المقترحات:
1- إعادة تحقيق وتصحيح نصوص الديوان وسد الثغرات، وإعادة طباعته حيث لم يطبع غير طبعتين كانت الثانية في عام 1965م.
2- دعوة الباحثين لدراسة الديوان من زوايا منهجية ونقدية متعددة لثرائه وأهميته الفنية والتاريخية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى