محيي الدين محجوب - لا مكان لعينيَّ..

في انقطاعها مؤنسة الأحياء
والأموات
أصير مثل هاتفٍ
خارج التّغطية
يرتبك الهواء في شرايين بيتي
وتنسى الطّيور
أنْ تتغذّى بالموسيقى
وبالشّعر حَنجرة الرّوح
وبالصّباحات النّظيفة
على أحصنتها الأسطورية
تقودنا الصّحراء
إلى الكهوف المهدّمة
بمعاول التّاريخ
وتتجهّز الشّمس ليوم القيامة
ببراكين التكنولوجيا.
.
عجزتْ عن فهم خذلاننا
غنمنا أنفاسها
وكمّمنا عيونها المصابيح.
.
تعطّلي يا غرف الإنعاش
خيِّبي ظنّ الحياة
ولا تغرسي فسيلة أو شجرة.
.
في انقطاعها
أتذكر أنّها سجّادة فارسية
علىَّ أن أبحث عن برقٍ
في سماء طهران.
.
في انقطاع الكهرباء
غرقنا في الظّلام
انطفأتْ أسماؤنا
كما ينطفئ النّزيف
في الحياة التي
لم تعد باهية
آه لو تراني "ميدوزا".
.
نضجتْ حواسي السّوداء
اكتشفتُ:
لا مكان لعينيْ!
14/7/2013

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى