مصطفى الحاج حسين - الطَّريق...

ما تبقَّى منِّي
لا يكفي للوصولِ إليكِ
سأسقُطُ في منتصفِ الطّريقِ
ولكنٍّي سأَاْتي
أعرٍفُ أنَّ دربَكِ طويلٌ
وشاقٌّ
وأنَّ تلالاً من التّعبِ
تنتظرُني
وأنَّ عطشاً لائباً
ولُهاثاً شرساً
وسراباً صفيقاً
ومتاهاتٍ تفتحُ فمَها
أرضاً مِن تعثُّرٍ
وأنَّ السماءَ اختناقٌ
يحاصرُني الهلاكُ
فوقَ مرتفعاتِ الوهنِ
وتحتَ انحداراتِ التّيهِ
وعندَ منعطفاتِ النُّضوبِ
وتهاجمُني الشّمسُ بضراوةٍ
ويقضمُ اللّيلُ أطرافي
ويوخزُ الشَّوكُ لهفتي الحافيةَ
وينهالُ عليَّ ثقلُ المدى
والنّدى مبتعدٌ عنّي
أمشي فوقَ إيقاعِ انهياري
أجرُّ أوجاعاً ما بارحَتني
تسبِقُني أحلامي الهائجةُ
والرّيح ُتزدري خطواتي
أتعثّرُ بِعَرَقي النّازفِ من روحي
والغيمُ من فوقي
ولّى أدبارَهُ
لا شيءَ أتعكّزُ عليه
أو يسندُني
إلّا سقوطي
وًيَدُ الانحدارِ
أهيمُ بلظى الدّمعاتِ
والمسافةُ بيني وبينَكِ
تضاهي البعدَ
مابين جهنَّمَ والجنَّةَ
وأنا أحثُّ شهقتي
قبلَ أن يترنَّحَ الدّربُ
وينطفئَ ضَوئي بغتةً
يا مََسْقَطَ رأسيَ الحَنُونِ *.

مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى