أ. د. عادل الأسطة - نابلس الحزينة هذا النهار :

كانت نابلس في ساعات الظهيرة هذا النهار حزينة جدا . إنه يوم إضراب شامل ويوم حداد ، فقد صحا السكان على خبر استشهاد شابين وإصابة آخرين .
عندما قطعت شارع النصر من البوابة الشرقية حتى مدخل حارة الياسمين شاهدت المحلات كلها ، إلا بقالة ومخبزين ، مغلقة .
كان بعض الشباب يجلسون هنا أو هناك ، في باب الساحة أو على رصيف أحد المحلات ، وكان ثمة شباب يسيرون ببعض أسلحة ربما أفرغوا ما فيها من رصاص في مواجهات الصباح ، وربما بقي بعض رصاص معهم أطلقوه في الهواء حزنا وغضبا على الشهيدين اللذين هم الآن عند ربهم أحياء يرزقون .
منذ سنوات وأنا أرى أن مستقبلنا هنا في فلسطين هو ما كانت عليه جنوب إفريقيا قبل أن تنقلب فيه أوضاعها رأسا على عقب لتصبح دولة لسكانها كلهم .
سيقتل منا الإسرائيليون المزيد والمزيد والمزيد ولكن الدولاب في النهاية سينفتل وستدور الدائرة على الدولة العبرية اليهودية العنصرية ، ولا شيء يبقى على حاله .
حزينة كانت نابلس هذا النهار ، وكان محمود درويش كتب في ١٩٧٣ :
- من أي عام جاء هذا الحزن ؟
- من سنة فلسطينية لا تنتهي ،
وتشابهت كل الشهور ،
و
- في كل يوم لنا جثة ، وفي كل يوم لهم أوسمة .

خربشات
٢٤ تموز ٢٠٢٢ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى