سعيد العليمى - فى ذكرى مرور 25 عاما على رحيل أروى

أصدر المحامى اليسارى الراحل عادل أمين بدءا من عام 2003 حوالى اثنى عشر كتابا يتضمن كل واحد منها ملف قضية من القضايا السياسية الوطنية أو الشيوعية . وقد تضمن المجلدان الأول والثانى قضايا " انتفاضة الطلبة المصريين " فى السبعينات أثناء حكم الرئيس أنور السادات . وقد عرض المجلدان موجزا للأحداث والوقائع والتحقيقات المتصلة بالحركة الطلابية . وقد احتوى المجلد الأول ( ص ص – 537 – 540 ) على موجز للاستجوابات التى أجريت مع أروى عبد المنعم صالح الطالبة بكلية الآداب آنذاك ، و عضو حزب العمال الشيوعى المصرى ، بمعرفة نيابة أمن الدولة . طالعوا كيف تعبر أروى بصرامة مبدئية ، وبثقة عميقة ، ودون وجل أوتردد عن معتقداتها السياسية ، عن الحقوق الطلابية ، وعن الحريات العامة الديموقراطية ، وتنتقد موقف نظام السادات من الامبريالية والدول العميلة ، ... وجه آخر لأروى لايعرفه الكثيرون ! أثبت هنا نص موجز للاستجواب كما ورد فى المجلد المنوه عنه عاليه .*

قبض عليها بتاريخ 16/1/1973 ، وحقق معها الاستاذ محمد عمر وكيل نيابة امن الدولة بتاريخ 20/1/1973 ، بمبنى ادارة مباحث امن الدولة .

قررت انها عضوة فى جماعة الصحافة ، وفى أسرة مصر بكلية الآداب جامعة القاهرة وانها تقوم بكتابة مقالات . وبعد القاء القبض على الطلاب فى اواخر شهر ديسمبر ، حضرت مؤتمرا عقد فى كلية الآداب يوم 30/12/1972 ، حيث دار نقاش حول الطلبة المعتقلين وحول موضوع قضية الديمقراطية ، وعلاقتها بالقضية الوطنية وبعد انتهاء المؤتمر كان هناك مؤتمر اخر فى الفناء الخارجى امام قاعة جمال عبد الناصر حول نفس المواضيع التى ناقشها مؤتمر كلية الآداب وانتهى هذا المؤتمر دون ان يقرر شئ فى ذلك اليوم .

وفى يوم 21/12/1972 عقد مؤتمر آخر فى نفس اليوم امام قاعة ناصر وكان العدد كبير ، ودخلوا الى القاعة ، وجرت مناقشات واسعة حول هذه الموضوعات ، وذهب وفد لمقابلة النائب العام ، ولم يقابلهم ، وبعض الطلبة ذهبوا الى نقابة الصحفيين ، ونقابة المحامين لعرض وجهة نظرهم ، وفى اليوم التالى كان فيه داخل القاعة اتجاهات للخروج فى مسيرة ، واتجاهات ضد الخروج فى مسيرة ، وقرر المجتمعون الاعتصام . وفى يوم الثلاثاء 2/1/1973 استمر الصراع ضد المسيرة ومعها ، وخرجت المسيرة لأن الطلبة رفضوا البقاء فى القاعة ، واصروا على الخروج ، واضافت انها شاركت الطلبة فى المسيرة ، لأن الطلبة رفضوا البقاء فى القاعة واصروا على الخروج ، وأضافت أنها شاركت الطلبة فى المسيرة حتى وصلت الى حديقة الاورمان ، حيث تصدت قوات الامن المركزى للمسيرة ، والقت القنابل المسيلة للدموع ، فعادت الى الجامعة ثم غادرتها فى الساعة الرابعة ، بعد ان قرر الطلبة الاعتصام بالقاعة .
وسألها المحقق ان كانت قد شاركت فى الاحداث الطلابية فى يناير 1972، فقررت أنها اعتصمت فى القاعة فى العام الماضى ، وقبض عليها ، وتم التحقيق معها وأودعت السجن . فسئلت عن نشاطها الثقافى بكليتها ، فأفادت بأنها أصدرت مقالات متعددة فى القضية الوطنية ، تتضمن موقفها من هذه القضية ، ويتلخص فى ان منطق التنازل مع الاستعمار ليس فى مصلحة الشعب المصرى ، وان الحل الوحيد هو المواجهة الطويلة المدى مع الاستعمار من خلال حرب شعبية يشارك فيها الشعب بتسليحه ، ومشاركته فى صنع القرار السياسى .
ووجهت بما ورد بمذكرة مباحث امن الدولة من انها بتاريخ 20/4/1972 علقت بيانأ تضمن ان السلطة قد احالت 22 طالبا من قيادات حركة يناير لمجالس التأديب ، وأن الطلاب يعلنون مسئوليتهم الكاملة عن الاشتراك فى انتفاضة الطلبة ، فأجابت بأنها موافقة على هذا الرأى ، وان كانت لا تذكر انها علقت مقالاً بهذا المعنى .
كما ووجهت بما جاء بهذه المذكرة انها شاركت فى صياغة وتوزيع البيان الذى صدر عن مؤتمر اتحاد الطلاب فى 21/2/1972 والذى يتضمن استنكار اسلوب السلطة فى فض الاعتصام ، ورفض المجالس التأديبية ، والمطالبة بالإفراج عن الذين اعتقلوا من خارج الجامعة ، بسبب حركة الطلاب ، والتمسك بالوثائق الطلابية ، وتاكيد استمرار الحركة ، فقررت انها موافقة على ماورد بهذا البيان إلا انها لم تشترك فى صياغتة ، ولا تذكر انها قامت بتوزيعه ، إلا انها تؤكد انه كان معها نسخة منه .
وسئلت ان كانت قد قامت بكتابة مقال بعنوان ( الى متى سنرقد فى صمت) بتاريخ 9/3/1972 فأجابت بانها فعلاً حررت هذا المقال والذى تضمن ان موسى ديان يهدد الدول العربية، وان مرجع موقفه تجربة الاردن ، ورغبته فى تحويل الحكومات العربية الى حكومات عميلة ، وان الرد الوحيد على هذه التهديدات هو أسلوب الحرب الشعبية .

وسئلت ان كانت قد قامت بتعليق مقال بعنوان ( كشف حساب) تضمن هجوماً على محمد حسنين هيكل وموقفة من نشر احتفالات ايران ، انها لا تذكر ان كانت قد كتبت هذا المقال إلا ان موقفها هو استنكار تأييد المسئولين لنظم لها علاقات مشبوهة مع الاستعمار.
كما سئلت ان كانت قد حررت مقالاً بعنوان ( قرارات التجمع الطلابى بجامعة القاهرة يوم 20/12/1972 ) فأفادت انها لم تحرر شئ من هذا القبيل ، وان كانت تتبنى وتوافق على قرارات هذا التجمع الذى رفض عقد مجالس تأديب لاسباب سياسية ، والمطالبة بالغاء مكاتب الامن ، والنظام ، والمطالبة بعقد انتخابات الاتحادات الطلابية ، والدعوة لتغيير لائحة الجامعة ، ومقاطعة اسبوع وشباب الجماعة ، وتشكيل لجان الدفاع عن الديمقراطية ، واطلاق حرية الصحافة داخل الجامعة .
وعندما سئلت عن قصدها من حضور المؤتمر الذي عقد بقاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة ، قالت انا كان قصدى معرفة آخر تطورات الموقف بالنسبة للطلبة المعتقلين ومشاركة الطلبة فى موقفهم بالنسبة لهذا الامر .
وسئلت عن الهتافات التى كانت تتردد فى المؤتمرات ، فذكرت انه كانت هناك هتافات فى المسيرة عندما اعترضتها قوات الامن المركزى ، وقامت بالاعتداء على الطلاب ومنها .

اليهودى على ترابى والمباحث على بابى
ياشباب ياشباب سينا مش راجعه بالإرهاب
قالوا يسار وقالوا يمين وأعتقلوا اخواتنا الوطنيين
وسألها المحقق ان كان لها مأخذ على نظام الحكم ، فأجابت بنعم ، وهى ان نظام الحكم لا يتيح ممارسة الحريات الديمقراطية ، كما اعترضت على استمراره فى قبول قرارات مجلس الامن ومبادرة روجرز.


• المصدر : انتفاضة الطلبة المصريين 1972 – 1973 – الجزء الأول ، ص ص 537 - 540 – الاستاذ عادل أمين المحامى – القاهرة 2003 .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى