ادريس بلعطار - عاني ف لمعاني.. غناء: جمال زغلول

عاني ف لمعاني
فجَّرْها من جُوفْها عادْ لمْ شْقُوفْها
وساعة تكون تڭاني في لمعاني عاني
على طوووول المد الكلمة تتجدد
وتْشَعّي حروفها فجرها من جوفها
يتسرحوا طرقان ومْسارب من شَلّا ضو هااااارب
واختار للخطوة فين تحط رحالها
فين يدفى حالها وفين يعرّش شُوفْها
والليل كيف عرفك عرفو
انت ليك ظرفك وهو ليه ظرفو
والليل كيف عرفك عرفو
انت ليك صرفك وهو ليه صرفو
تكفيك نجمة الا غمزات .. تكفيك نسمة الا همسات
حيث الواد قطرة قطرة .. و الغابة شجرة شجرة
حيث بالخلف الخطوة تخلف .. ويتهزم وقوفها
والطريق وانت قاطع .. دير ف بالك قطاعو
انت تڭول: خوكم .. وهم يڭولوا: جاعوا
انت تڭول :شاريكم .. وهم يڭولوا:باعوا.
وبين البايع والشاري .. لحسيفة كانت غفلة
والغفلة صارت حملة .. والحملة حشات الحيش جملة
والقاري ف اللي جاري .. دار براسو ما داري
وانتيا غير تبَّعْ الشْعا .. وسير ف طريق الرجا سييييير
وانت يا غير تبع الشعا .. وسير لباب النجا سيييييييير
ولا سواق لمحبة ليوم كسدات .. غدا يدوم معروفها

ادريس بلعطار





تعليقات

ادريس بلعطار من فرسان القصيدة العامية المغربية والعربية على وجه السواء استطاع بعمق تجربته _التي لا يمكن أن تخطئها الذائقة الشعرية المتمرسة، ولا يمكن اكتسابها بسهولة ويسر_ ان يحفر له مسارا ابداعيا متميزا، ويؤسس للمدرسة الحمرية في الزجل، التي تنماز بالاصالة والرقي والعمق.. بتوظيفه للقاموس المحلي الذي يمتح من مأثور لغوي قبلي دارج من الأرباض القصية والعميقة للريف المغربي.. نستشف من خلاله نقع الثرى ووهج الأفق وندى الصباحات المستسلمة لاحضان الطبيعة البكر..
الزجال ادريس بلعطار هو بحق ظاهرة شعرية قبل ان يكون ظاهرة صوتية يمنح للقصيدة معنى فريدا ويعطي لكل حرف وكلمة وبيت منحى دلاليا.. وما يكفي من الاشباع.. لان الزجل سمي زجلا لما يصوت ويترنم به.. هذا الاداء اعطى للقصيدة بعدها الاستطيقي واحالها الى منمنمة صوتية مفخمة. جعلها نصا منطوقا مسموعا ذو ابعاد تمتح من عمق التراث الشفهي المحلي المبطن بالاصالة البدوية من غير تكلف أو تصنع.. لهذا تحفل أشعاره بالعديد من الكلمات العتيقة حفاظا عليها من الاندثار ، لان الشاعر ابن بيئته، وهو المستأمن على رصيدها المعرفي وحارسه من الزوال..
وادريس بلعطار ذاكرة ابداعية تختزن العديد من جواهر التراث العنائي والموسيقي الشعبي، والغناء العيطي، والمغنى التراثي، والأداء الصوفي المنتشر في كل انحاء المغرب وانماطا اخرى متفرقة من الفلكلور المحلي، والمرويات والاشعار والموشحات والملحونيات والملاحم، والأساطير، والموروثات الشعبية وكذا النبطية في العالم العربي.. واستلهام المشاهد الأسطورية سيزيف نموذجا في قصيدة "أم هاني":
(رُشّي حْبَاقِي بِالْعَطْفَه
وَ أنَا مَعْهُودْ لِي لُوفَا
عْلَى كْتَافِي حَجْرَة نِينْ
وَاخَّا مَا لَاحَكَْ فينْ)
كل هذا لم يكن سحره وتميزه الوحيد، بل إنه يعرفه استظهارا وانشادا وتلحينا..
ازجال بلعطار منبثقة عن ذاكرة تأبى الاختراق او الارتماء في احضان المدنية، والجري وراء المفردات المستهلكة واللغو المفخخ، التي اصبحت تغزو القصيدة العامية، بانحيازه دوما لكل ما هو اصيل وعتيق في الكلام البدوي او العروبي الذي غزاه الكثبر من الكلام الهجين والمدجن، لأن الحداثة لديه هي تحديث التراث والمأثور اللغوي المحلي، واعطائه بعده الجمالي، وليست اتباعا او وضع الحافر على الحافر كما يقول العروضيون .. وكما يفعل بعض عديمي الموهبة..
(الحداثة
ماشي الجدر الفوق
والتحت النباتة
****
الحداثة
اش في الكلمة من نزق
وواش فيها من ثباتة)..
ادريس بلعطار
ومن هنا اكتسبت تجربته عمقها واصالتها وعصاميتها وعراقتها واكسبته هذه الفرادة والتميز في المشهد الزجلي المغربي والعربي..
 
أعلى