م. ياسر محمد صالح - دوائر حلزونية...

فكرة لقائِه شدّت مفاصل رغبتي ،،
تلك قصتي مع الترقب،،
طُربت حين رأيته يعبر امامي..ندوبه الصغيرة علي صفحة وجهه ،. تُحاكي نُظم فسيفساء نُمقت بحرز ،
خطواته الواثقة تحفر بايقاعها صدي يرنُ و لا يملُ سماعه ،
صديقي تيره راقب سٍيماء انطباعاتي المشوبة بالتمني ،
" دعني ارتب لك لقاء مع السماوي" الكاتب و المفكر الكبير،،
تيره ،، الدوؤب لانعاش المفاوضات ، بدا يائس من نجاحه .، فقد استغرق ترتيب لقاءنا، وعود بالقبول و تأجيل لأجل غير مسمى ،،
تلك مزية كثفت فهمي لغموض عالم تخيلته ، ببديهية توهاناته المفترضة.
و اخيرا ، / أينعت و ربت حبائل صبرنا ...
و التقينا،،
بدأ الحديث بدون مجاملات ،، المصافحة الرسمية، علي شكل نزال ،، و لازلت مندهشا عن استدراك عطب الموقف ،
، وجدته مقطب وجهه في تكلف ،، أناقته تبين بوضوح في أركانه الخمس ،، ينفث دخانه بتلذذ ،، متأملا دوائره الحلزونية في شرود مصطنع ....
،باغتني بسؤال ،،
الكتابة مسلية لبعضهم ،، كيف تبدو حين تعزلك عن محيط ذاكرتك...
أصابني في ثقتي ، كل خططي لانعاش قدرتي على الحوار تبددت ،، فرط مشاعري بلقاءه اتخذت حيز اوسع من ردة فعلي للكلام.. يبدو أن للمثقفين جاذبية تسحر عقولنا..
تمنيت أن تكلل شجاعتي حينذاك ، بأخذ فترة سماح لاستجمع انفاسي لاكر متوثبا بعرض مهاراتي و ما ادخرته لمنافحته بلغة منحتني صك انسانيتها، ...
لسنوات طويلة عفرت قدماي للحاق بجوقة المثقفين ، ظل البون الشاسع مانع بين عالمي المتخيل لجمال مفردة المثقف و عبوري للضفة التي كتبتها في سجل انتظاري ...
اغتنم شرودي ، ليركل صمتي ..
" كيف قرأت روايتي " عبث و احتضار" !
لم اكن أبكم لاصمت.،، تحررت من تهذيب ضيافتي له ،، لاح برق ذاكرتي كومض خاطف،،
" بالطبع قراتها :
استهلكت جالون ماء لاطفي ظمئ المتدثر بغباء مفرداتها الماجنة ، في وصف عبثي لفكرة الخلود.
اتسعت بؤبؤة عينيه ،..استدار ليتفحصني ، كأنه يراني لاول مرة...
برغم اندفاعه المعنوي ، قبضة يديه ارتخت في براثين فخ محكم، تاه بيدقه في مهمة خاسرة وسط الغام ،، لمعركة لم يحسب لها جيدا..
ذاك اللقاء السريع الفاتر ، أصاب بحصاه ' فقاعة التوتر، ليسري شعور مبهم بالارتياح..
لذاتي، لا ادري
ربما،،كنت محق في ردة فعلي..
ودعته بلطف ، لم اعر اي اهتمام لرغبته بتحديد وعد اخر للقاء،،
اجتزت ممر يعبر الي شارع اسفلت ملئ بالمطبات .. يشابه حياتي التي الفتها .

سبتمبر _ 2022 القضارف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى