محمود شاهين - "روميو وجولييت" العربية !

أخيراً " سعيد وزبيدة " في الطريق إلى النشر.

رواية من أغرب وأفظع روايات الحب البشري ألماً ومعاناة، بين عبد عظيم خصي وابنة شيخ قبيلة، تدور فيها حروب طاحنة يقودها العبد سعيد ويقتل فيها مئات الفرسان . وهي أول رواية لي يقدمها أديبنا الكبيرمحمود شقير، ويكتب على غلافها الناقد المختص بأدبي رائد الحواري.

العزيز محمود شقير اعتبرها ملحمة حب فريدة ستضاف إلى ملاحم الحب الإنسانية " قصة حب لا تقل إدهاشًا عن تلك القصص، فيصبح حب سعيد وزبيدة إضافة أكيدة إلى قصص الحب بين قيس وليلى وعنترة وعبلة وروميو وجولييت وغيرها من قصص الحب الخالدة في الثقافة الإنسانية" أما رائد الحواري فقد اعتبرها " احتفاء بعودة الإله بعل في طقوس الخصب التي أقامها السوري القديم" وفيما يلي النص الكامل لكلمته :

هذه الملحمة:

أثر "سعيد" لم يقتصر على الناس فحسب، بل على الطبيعة أيضا، فعندما يعزف: " على أرغوله والأغنام تتبعه بانتظام عائدة إلى حظائرها بعد يوم رعي.. تقف " نساء وفتيات وشباب ورجال ينظرون إلى سعيد من شرفات منازلهم كيف يعود بقطعانه بانتظام إلى الحي والمهاجع، مستمتعين بعزفه، وغدا خروج سعيد بالأغنام من مراحها والعودة بها إليها، مشهداً يطيب لكثيرين التمتع بمشاهدته والإستماع إلى الألحان الفريدة" ص141، هذا المشهد يأخذنا إلى "البعل السوري" وأثره في حدوث الخصب المادي والجمالي في الطبيعة وفي الناس، فبدا "سعيد" وكأنه (إله) يعيد رونق الطبيعة وما فيها من هدوء وانسجام.

وكما تغزلت النساء بالبعل وخضعن له، تغزلت نساء القبيلة "بسعيد" وخضعن للحنه: "... وذات يوم حين كان يعزف جالسا على تلة والأغنام تنتشر من حوله، وبعض الطيور تحط على مقربة منه، فوجئ بزبيدة تقف أمامه وتشرع في نزع ثيابها، وتجلس عارية خاشعة أمامه، لم يتوقف عن العزف، وخلال لحظات كانت نسوة وفتيات كثيرات يظهرن فجأة ويتعرين ويجلسن أمامه خاشعات بين الحجارة والصخور، فيما كانت مئات النساء والفتيات يتعرين داخل خدورهن ويجلسن صامتات مصغيات وهن يستمعن إلى صدى الألحان يتردد من الأودية والسفوح، وكأنهن يؤدين واجبهن في طقس صلاة سري يتطلب أن تكون بجسد عار من كل شيء" ص142و143. دون أدنى شك نحن أمام طقوس الخصب التي أقامها السوري القديم احتفاء بعودة البعل، فالنساء وهن يتعرين يأخذنا إلى كاهنات المعبد وهن ينتظرن قدوم الملك ليمارسن الحب معه، وإذا علمنا أن هذه الطقوس كانت مقدسة، رغم ما فيها من عري نصل إلى التلاقي بين الرواية والأسطورة/الملحمة السورية.

رائد الحواري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى