المحامي علي ابوحبله - يُشعلون حرباً دينية

هل يجرّ المستوطنين وغلاة المتطرفين الصهاينة المنطقة إلى حرب دينية، أم أنها منذ البدء كانت ولا تزال دينية، إذ جرى استعمار فلسطين بدوافع دينية توراتية وتلمودية وإنجيلية (وفق التفسير الغربي لسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي وحرب الهر مجدون)؟ تُفيد الأدبيات الغربية حول استعمار فلسطين بأن جوهر الصراع ديني - حضاري، وأن التعاطف الغربي الرسمي مع دولة الصهاينة مردّه دوافع دينية حضارية. وبناء على هذه الخلفية، لم تكن الدوافع الدينية الإنجيلية تقتصر على آرثر جيمس بلفور عام 1917، ولا على ساسة الغرب في بدايات القرن الماضي، بل ما زالت هي نفسها وفق ساسة الغرب اليوم أيضًا.
على سبيل المثال، كتب رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه ماريا أزنار، وهو كاثوليكي بالمناسبة، مقالًا في صحيفة التايمز عام 2010، عنوانه "ادعموا إسرائيل لأنها إذا انهارت انهار الغرب"، خلص إلى أن "إسرائيل جزء أساسي من الغرب وما هو عليه بفضل جذوره اليهودية/ المسيحية، ففي حال جرى نزع العنصر اليهودي من تلك الجذور وفقدان إسرائيل، فسنضيع نحن أيضًا، وسيكون مصيرنا متشابكًا، وبشكلٍ لا ينفصم، أحببنا ذلك أم لا". وجاء خطاب نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس، المعروف بصهيونيته المسيحية، في الكنيست الصهيوني عام 2018، ليعلن أن الصراع في فلسطين ديني، وأن الروابط التي تجمع المسيحيين الصهاينة الذين يُمثّلهم الحزب الجمهوري الأميركي مع دولة الصهاينة في فلسطين المحتلة تجعلُ مصير الولايات المتحدة مرتبطا بمصير دولة الصهاينة (إسرائيل). وكانت قيادات من الحزب الديمقراطي قد ذكرت الأسباب نفسها، في مقدمتها الرئيس الأسبق بيل كلينتون.

النظرة الغربية للصراع في فلسطين، وفق هذه الرؤية، التي يترافق فيها الديني مع الاستراتيجي، هي التي تجعل الصراع ممتدًا من دون نهاية، ولا يمكن تحقيق أي تسوية سلمية له، فالتسوية السلمية الوحيدة، وفق مندوب دولة الصهاينة في الأمم المتحدة داني دانون، تتلخص في أن يستسلم الفلسطينيون، وأن يتخلوا عن المقاومة ويقبلوا الهزيمة. وعليه، وبعد هذا التوصيف لأبعاد الصراع، ماذا يعني أو يفيد التحذير الفلسطيني والعربي من تحوّل الصراع إلى ديني؟

إن قيام غلاة المتطرفين من المستوطنين الصهاينة ، يوم الاثنين، تمزيق نسخا من القرآن الكريم وأحرقوها وألقوها في القمامة في البلدة القديمة من مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة ، تنذر بمخاطر كارثيه على المنطقة وتداعياتها لا تقل خطورة عن مجرد إعلان القس تيري جونز عن نيته حرق المصحف الكريم 2011 فكيف الحال إقدام غلاة المتطرفين المستوطنين الصهاينة فعلا على تمزيق و حرق نسخ من القران ، هذه الأعمال وهذا الفعل تدفع بأعمال التصعيد ومقاومة الاحتلال الذي يقدم مظلة حماية للمستوطنين وتحديهم لمشاعر المسلمين في العالم اجمع

لقد أُعلنت الحرب الدينية من الطرف الآخر، أي الصهيوني، بشقّيه اليهودي والمسيحي الإنجيلي، منذ وعد بلفور وليس انتهاءً بوعد ترامب، ولا أظن أن القيادات الفلسطينية والعربية تجهل ذلك. وتحذير الجهات الرسمية العربية والإسلامية من وقوع حرب دينية إذا استبيح الأقصى وترك الحبل على غاربة للمستوطنين وغلاة المتطرفين مردّه خشية من أن يفلت زمام الأمور إلى ما لا يمكن السيطرة عليه..

إسرائيل عليها أن تتخلى عن احتلالها للقدس وفلسطين وتتوقف فورا عن عنصريتها وعنجهيتها لان ممارسات المستوطنين وخاصة المتطرفين اليمينيين وحاخاماتها بأعمالهم والتعرض للاماكن ألمقدسه وتحدي مشاعر العرب والمسلمين جميعا يشعلون حربا دينيه ويدفعون المنطقة للصراع الديني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى